باشرت ​المفوضية العليا لشؤون اللاجئين​ دفع ​مساعدات​ التدفئة للنازحين السوريين في ​الجنوب​، بما يؤشّر للعمل على إطالة مدّة بقائهم في ​لبنان​، رغم انعقاد المؤتمر الدولي لإعادتهم في دمشق.

وفق معلومات "​النشرة​"، تبلغ قيمة المساعدات، 950 الف ليرة لبنانيّة، وحدّدت لهم سحبها عبر ​البطاقة الممغنطة​ من ​البنك اللبناني الفرنسي​ في النبطيّة. وتهافت النازحون على سحب المبالغ دفعة واحدة، من دون مراعاة لقرار التعبئة العامة والتباعد الاجتماعي ووضع الكمّامة.

وأوضحت المعلومات، أن "رسائل نصّية وصلت للنازحين من المفوضيّة على مرحلتين، الأولى كانت عبارة عن رسالة تؤكد حقّهم في مساعدات التدفئة، أما الثانية فكانت لإبلاغهم بأنّ المبلغ قد أودع في حساباتهم"، مشيرة إلى أن "جمعيّات الأمم المتحدة تدفع 50 دولارا نقداً لكل عائلة يبلغ عدد تلامذتها 3 لتشريج الخط الهاتفي لتعليمهم عبر الإنترنت، كما تدفع 300 دولار نقداً أيضاً، لكل عائلة بدل إيجار منزل، كما تعمل على تأمين منازل جديدة لكل عائلة تسكن منزلا غير صحي او بيئي كما هو الحال مع العائلات السوريّة القاطنة في النبطيّة وحيّ كفرجوز، إضافة لحصول النازحين على مبالغ 500 ألف ليرة بدل تغذية لكل عائلة".

ورأت مصادر رسميّة لبنانية، عبر "النشرة"، أنّ "هذه الاغراءات تعني بقاء نحو 70 الف عائلة سوريّة في الجنوب بين صيدا والنبطيّة، إذ يبلغ عدد النازحين في محافظة النبطيّة وحدها 35 الف نازح بينهم 20 الفا في القضاء وإقليم التفاح و4 الاف في مرجعيون و3 الاف في قضاء ​بنت جبيل​ و5 الاف في شبعا وحاصبيا فضلا عن انتشارهم في صور والزهراني".

وكانت المدارس الرسميّة في الجنوب قد باشرت بتسجيل ​الطلاب​ السوريين المنحدرين من أمّ لبنانية بتعميم من وزير التربيّة و​التعليم العالي​ كخطوة تلتها في مطلع النصف الاول من تشرين الأول الفائت تسجيل الطلاب السوريين في دوامات مسائية، وهذا يعني استمرار أزمة النزوح السوري مفتوحة على مصراعيها في ظل الضغط الذين يشكّلونه على البنى التحتيّة من كهرباء وماء وصرف صحّي و​نفايات​ .

وابلغت مصادر تربويّة "النشرة" ان "تعليم الطلاب السوريين سيكون كالطلاب اللبنانيين من اعتماد الاجراءات المتّخذة بسبب ​كورونا​ حيث سيصار الى التباعد الاجتماعي (1.5 متر بين الطالب والاخر وارتداء ​الكمامة​)، على ان يجري تلقيح أطفال النازحين ضد الشلل من قبل جمعيّة الرسالة للاسعاف الصحي، حال دخولهم الى المدارس التي تسجلوا فيها"، مضيفة "في فترة التعبئة العامة و​اقفال​ المدارس سوف يخضعون كالطلاب اللبنانيين الى اعتماد التعليم المزدوج "التعليم عن بعد-اونلاين" والذي باشرته ​المدارس الخاصة​ في المنطقة مع الطلاب اللبنانيين".

وتوقعت المصادر ان يصل عدد الطلاب السوريين في ​قضاء النبطية​ وصولا حتى اقليم التفاح الى اربعة الاف طالب، وستكون المدارس عبارة عن تجمعات للمناطق التي يقطنها سوريون فمثلا مدرسة زبدين الرسمية ستضم طلابا سوريين، من القرى المحيطة في حاروف والكفور وتول وضواحي النبطية ومن البلدة نفسها، مؤكّدة ان عدد تجمّعات المدارس سيكون في النبطية 7 مدارس لتعليم السوريين وفي مرجعيون 5، وفي حاصبيا 5، وفي بنت جبيل 4، مشيرة إلى انّ الامم المتحدة قدّرت كلفة تعليم كل طالب سوري بـ1500 دولار سنويا".

في المحصلة، وفي ظل الإجتماعات لإعادة ​النازحين السوريين​ إلى بلادهم بعد استتباب الأمن في عدد من المناطق، تسعى بعض الجمعيّات الأمميّة، إلى إبقاء هؤلاء النازخين في لبنان، عبر إعطائهم امتيازات قد لا يحصلون عليها في بلدهم.