أوضحت مصادر موثوقة، في حديث لـ"الجمهورية" ان عقدة التأليف كامنة في موضعين، الأول، داخلي، مرتبط بحصّة ​رئيس الجمهورية​ وفريقه في ​الحكومة​، وكذلك كيفية تسمية الوزراء المسيحيين. فرئيس الجمهورية يرفض القبول بحصة محجّمة لا تتناسب وحجم تياره السياسي، وهو ما تبدّى من خلال ما عرض عليه في لقاءاته مع الرئيس المكلّف. ولا سيما اللقاء الاخير بينهما، الذي ظهر فيه انّ ​الحريري​ تراجع عن طرح سبق أن قدّمه لرئيس الجمهورية حول حصته (مع فريقه السياسي) في الحكومة. والموضع الثاني، مرتبط بعامل خارجي.

وأكّدت المصادر الموثوقة أنّ ثمة "جهات خارجية" تؤدي دوراً خفياً في اتجاه عدم الاستعجال في ​تشكيل الحكومة​ في انتظار جلاء صورة المنطقة، وكذلك جلاء الصورة الدولية، وما سيَرسو عليه المشهد الاميركي بعد ​الانتخابات الرئاسية​ في ​الولايات المتحدة الاميركية​، وأيضا محاولة تحديد شكل الحكومة قبل ولادتها، وتصرّ بشكل خاص على إبعاد "​حزب الله​" عن الشراكة فيها، لا مباشرة ولا عبر تسميته لوزراء فيها. وهذا الامر أحدثَ ارباكاً على خط التأليف، صَعّب على الرئيس المكلّف مهمّته.