علمُ بلادي يروي تاريخًا عَريقًا لوطنٍ سما فوق الأوطان...

علمُ بلادي فيه شموخٌ يرتقي نحو العلياء...

علمُ بلادي صولجانُ الأمم، رايةُ العزِّ والجلال

علم بلادي دفءُ الصَّيف، برودة كانون، رطوبة الجبال، نسيمُ ​البقاع​، هواء ​الشمال​، إخضرار ​الجنوب​...

علمُ بلادي يتراقصُ كُلَّما صَفَّقَت نسائمُ الهواء بين ضلوعِ أرزه...

هو إهدن العروس هو الوادي المقدَّس الذي يفوحُ بالبخور ليُعطِّرَ عرشَ القدُّوس...

هو علمُ بلدي المُتخضِّبُ احمرارهُ، النَّاصعُ بياضُه المُتجلِّي اخضرارُه... وفيه ​الحياة​ تَدبُّ كأرزه العنيد الثابت الرَّاسخ في عُمقِ أعماقِ ترابِه، الممتدَّة كالشَّرايين لترويَ كلَّ شِبرٍ من أرضِهِ...

إنَّ علمَ ​لبنان​ يختصرُ اسمه: «قلب الله»...

كل عام في مثل هذا اليوم، نقفُ وقفةَ عزٍّ وإجلال أمام العلم لنرتقيَ به نحو وطنٍ جامعٍ تحتَ أفياءِ أرزةٍ خالدة تعكسُ مجدَ السَّماء... إنَّه لا ينفكُّ يروي لكلِّ الأجيال قصةَ بلادي وموطني الذي حباهُ الله مجدًا وحياة وفؤاد ورسالة لا تنتهي عبر القرونِ والعصور والأزمنة، فلك منَّا يا علمَ بلادي أرفعُ صلاة وأقدسُها، فلا يليقُ بكَ أقلُّ من ذلك...

يعودنا ​الاستقلال​ هذا العام مصبوغًا بدماءِ الشهداء وبمرارة الأيام، إلاَّ أنَّ أبناء هذا اللبنان الذي تقدَّس بيد الإله يأبون إلا أن ينفضوا عنهم عباءة الالم، متحلِّين بالرجاء، واثقين بأن لبنان هو أرض القيامة والعزة والمجد وسيبقى علمه يرفرف إلى الأبد...

عسى أن يكون هذا العيد فسحةَ أمل ورجاء لشعب أبيٍّ عانى الأمرَّين ولا يزالُ بالرغم من الآلام المزمنة مؤمنًا وينتظرُ يدَ الربِّ لتكُفَّ عن «قلبِه» كل شرٍّ ومُعاناة...

وسيبقى يردِّدُ ويقول: «حفاظًا على علم بلادي و ذودًا عن وطني لبنان».