أشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أنه "في الوقت الذي نتعافى فيه من تداعيات الجائحة، علينا أن نهيئ الظروف التي تكفل إيجاد اقتصاد قويٍ وشاملٍ ومتوازنٍ ومستدامٍ من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة لاغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، منوهاً بأن "الحفاظ على كوكب الأرض يعتبر ذا أهمية قصوى".

وخلال كلمته عن حماية الكوكب ضمن ​قمة العشرين​، لفت الملك سلمان إلى أنه "في ظل زيادة الانبعاثات الناتجة عن النمو الاقتصادي والسكاني، علينا أن نكون رواداً في تبني منهجيات مستدامة وواقعية ومجدية التكلفة لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة"، موضحاً أن "رئاسة المملكة شجعت إطار الاقتصاد الدائري للكربون التي يمكن من خلالها إدارة الانبعاثات بنحو شامل ومتكامل بهدف تخفيف حدة آثار التحديات المناخية، وجعل أنظمة الطاقة أنظف وأكثر استدامة، وتعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة، والوصول إليها".

كما شدد على أنه "سيتسنى للدول تبني وتعزيز التقنيات التي تتناسب مع المسارات التي تختارها الدول لتحولات الطاقة من خلال الركائز الـ 4 للاقتصاد الدائري للكربون المتمثلة في (التقليل من الانبعاثات، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، وإزالتها)"، مفيداً بأن "هذه الركائز مجتمعة تشكل نهجاً شاملاً ومتكاملاً وواقعياً يتيح الاستفادة من جميع خيارات إدارة الانبعاثات في جميع القطاعات".

وأكد العاهل السعودي أن "المملكة ستقوم بإطلاق البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون لترسيخ وتسريع الجهود الحالية لتحقيق الاستدامة بأسلوب شامل"، داعياً "الدول الأخرى للعمل معنا لتحقيق أهداف هذا البرنامج المتمثلة في التصدي للتغير المناخي مع الاستمرار في تنمية الاقتصاد وزيادة رفاه الإنسان".

ونوه بأنه "لدينا العديد من المبادرات المعنية بالتقاط الكربون وتحويله إلى مواد خام ذات قيمة"، لافتاً إلى أن "ذلك يشمل المنشأة الأضخم في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون التي أنشأتها شركة "سابك" بمقدار 500 ألف طن في السنة وكذلك خطة ​أرامكو​ ​السعودية​ للاستخراج المحسّن للنفط بمقدار 800 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة".

وأوضح كذلك أن السعودية تعمل أيضاً على "تطوير أضخم منشأة للهيدروجين الأخضر في منطقة نيوم، إدراكاً منن للدور المهم لعملية امتصاص الكربون من خلال الطبيعة، فقد نادينا بتبني هدف طموح يتمثل في الحفاظ على مليار هكتار من الأراضي المتدهورة واستصلاحها وإدارتها بنحو مستدام، وذلك بحلول عام 2040"، مشيراً إلى أنه "لدينا خططاً كبيرة لمصادر ​الطاقة المتجددة​، ويشمل ذلك طاقة الرياح و​الطاقة الشمسية​ اللتين ستمثلان ما نسبته 50% من الطاقة المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة بحلول عام 2030".