أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله إلى أن "ليس كل من يعمل في ​الدولة​ فاسد هناك شرفاء ومن لديهم نزاهة وكفاءة، لكن النظام السياسي الموجود في البلد لم يمكنهم من الوصول للنتائج التي يريدها الناس منهم"، موضحاً أن "المطلوب اليوم أن نؤلف حكومة مُتفاهم عليها مع ​الكتل النيابية​، وملتزمين بالنص الدستوري الذي يوقعه رئيسي الحكومة والجمهورية".

ولفت فضل الله، خلال حديث تلفزيوني، إلى أنهم ذهبوا لـ "تعزيز وتسهيل دور رئيس الحكومة بتطوير الآلية التي كانت معتمدة منذ ​الطائف​ لليوم، حيث أن رئيس الحكومة يتشاور مع الكتل ويوزع الحقائب، وهذه الكتل تقدم له أسماء، وهو بالمقابل يحافظ على صلاحيته بالنسبة لتغيير الاسماء، وفق المعايير العامة التي تم الحديث عنها والقائمة على حكومة اختصاصيين"، مؤكداً أن "هذا المعيار لم يتم الاتفاق عليه حتى الآن مع الكتل او مع ​رئيس الجمهورية​".

كما شدد على أنهم ينتظرون نتيجة "التفاوض اليوم بين رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​"، مفيداً بأنهم لم يتبلغوا من "الجهات المعنية ب​تشكيل الحكومة​ أن هناك مطلباً من أي جهة دولية بعدم تمثيل "​حزب الله​" في الحكومة، في وقت لا يحق لأي جهة دولية ان تفرض شروطها علينا، لا الأميركيين ولا غيرهم، وإذا طلب الأميركيون هذا الأمر سنكون متشددين بوجههم لا بوجه رئيس الحكومة".

وتساءل فضل الله "لماذا نريد أن يتم وضعنا ضمن معادلة قبولنا بالشروط الأميركية التي كانت سبب من أسباب إيصال ​لبنان​ إلى ما وصل إليه، ذلك بالإضافة إلى الشق الداخلي المرتبط بالسنوات السابقة"، منوهاً بأنهم يضحون لـ "رفع الهيمنة عن لبنان وتثبيت السيادة و​الاستقلال​ الحقيقي، لذلك لن نرضخ للشروط الأميركية". وأشار إلى أن "الأمور عالقة على التفاهم على الآلية لتسمية الوزراء، لأن الموضوع كان شبه محسوم بالعدد، والحريري يصر على تسمية الوزراء، في حين أن هذا لم يحصل في السابق".

وأوضح كذلك أنه "لا يمكن ان نكون شركاء وغير شركاء بالحكومة، نحن نمثل الأكثرية النيابية"، مشيراً إلى أن "المطلوب اليوم من الرئيس المكلف ان يعود ويتواصل أكثر ويحاول ان يتفاهم، ونحن امام فرصة حقيقة ليكون لدينا حكومة في البلد لكن يجب ان يكون هناك تواصل بين الأفرقاء، ويجب التعاون بين الجميع".

بموازاة ذلك، لفت فضل الله إلى أن "المبعوث الفرنسي للبنان كان يحاول استطلاع أسباب التعقيد بموضوع التأليف، ونحن أبلغناه أن المطلوب أن يكون هناك تفاهم داخلي، وسألناه إن كانوا يستطيعون القيام بمسعى بناءً على المبادرة التي طرحوها، ولكننا بالتأكيد لم نطلب منهم الضغط على أحد لأننا لا نطلب من الآخرين أن يضغطوا على أي فريق لبناني ولا ان يضغط علينا أحد"، لافتاً إلى أنهم لا يوافقون على أن "تشترط علينا جهة دولية أسماء الوزراء لكل حقيبة وإن كانت ستساعدنا".

وأشار إلى أنهم "مع الانتخابات النيابية ونذهب لها دون تردد، ونحن مع تطوير قانون الانتخابات إلى الأمام، وكل من يدعي انه يمثل الشعب واللبنانيين، يذهب لانتخابات لبنان دائرة واحدة وهنا يمكننا ان نقول ان هناك موالاة ومعارضة لأن الشعب اللبناني يكون انتخب كل نوابه. وفي هذا الخصوص هناك قانون بهذا الخصوص في مجلس النواب لكن هناك معارضة شديدة له من الكتل"، وأوضح أن "العلاقة مع "التيار الوطني الحر" ممتازة، ورئيس التكتل جبران باسيل دفع ثمن وطنيته، واختار ان يخضع لعقوبات وألا بفك التحالف".

وشدد على أن "كلنا نتحمل مسؤولية الإنهيار الإقتصادي كلٌ بنسبته، ولا يمكن أن نبرئ مرحلة كاملة من الفساد والاهمال ونحمل المسؤولية للرئيس عون". وأوضح أنهم قاتلوا "العدو الإسرائيلي ليبقى لنا وطن ودولة، ونحن حين ظهر الحزب في العام 1982 كان هناك دولة مشرذمة، وساهمنا حينها بإعادة تكوين الدولة، بالتالي مصلحتنا وحزء من أهدافنا الاستراتيجية في لبنان أن يكون لدينا دولة، لا ان يكون لدينا سقوط وانهيارات".

كما أكد أن "الأميركي مع تخريب لبنان والمنطقة، وسلاحنا وقوتنا اليوم يمنعان الحرب الأهلية التي يريدها، فهو خائف منا وهذا نص موجود من قبل السفير الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان في الكونغرس"، مفيداً بأن "الأميركي يعمل في العالم بغطرسة وتسلط، ولكن هذا لا يعني أن تهابه الدول، فهو فاسد والإدارة فاسدة، ويستخدم وزاة الخزانة كأداة سياسية".

وأوضح فضل الله أن "حزب الله" لديه مؤسسسات صحية وتعليمية، وهذه المؤسسات تقدم المعونة للبنانيين. ونحن بعد انفجار بيروت كان يمكننا جميعا من دون مزايدات سياسية مساعدة المتضررين، ونحن لدينا تجربة ناجحة خضناها بعد حرب تموز"، مشيراً إلى أنه "إذا قضرت الدولة، القوى السياسية كان يجب أن تبادر، وبذلك حين قصرت الدولة بالحماية نحن أسسنا مقاومة".

وشدد على أنهم لن يسمحوا "للنفايات ان تملأ الشوارع ولا ان يجوع احد حيث لنا وجود ولكننا لا نحلّ مكان الدولة وبالتالي لا علاقة لنا بملف الكهرباء، بل يجب أن تأتي جهة تتمتع بصلاحية تدخل على هذا الملف وتحقق به بتجرد من كل الاعتبارات وتعطي نتيجة لأنه ملف أساسي وحيوي ومعالجته امر ضروري"، متوجهاً لبقية اللبنانيين مؤكداً أنهم "إلى جانبكم ونساعدكم بقدر استطاعتنا". ولفت إلى أنهم "في "حزب الله" لا نتدخل ولا نغطّي أي فاسد و لا توجد علينا حصانات، وهناك جهات سياسية او اعلامية تريد أن نفتعل مشاكل مع حلفائنا من باب مكافحة الفساد".

وحول موضوع وتمسك الكتلة بوزارة الصحة، أفاد فضل الله بأن "هناك 6 حقائب خدماتية بينها العدل والاتصالات والطاقة، وإن كانت المبادرة ستحدث، نحن لا مسكلة لدينا بأن نتناقش مع الجميع، لكن المهم أن يكون هناك تفاهم على المعيار الأساسي الذي سيتم اعتماده مع الكتل النيابية"، داعياً الرئيس المكلف لـ "أن يرى ويتفاهم مع الجميع، والصيغة التي تحظى بأكبر عدد من التفاهم يتم اعتمادها".

وفيما يتعلق بالملفات التي تم تسليمها للقضاء، أشار إلى أن "ملف التخابر الدولي غير الشرعي صدر فيه حكم وهو الآن في التمييز، وإن كان هناك جهات سياسية معروفة ستتدخل بالملف فليفضحها الإعلام ولكنني شخصيا لا معلومات لدي عن ذلك. بالإضافة، هناك ملف الإنترنت غير الشرعي وهو في القرار الظني وهناك شركات كبيرة متورطة بالموضوع". وأضاف "حين لا يحاسب مجلس النواب الوزير، يقوم الوزير بفعل ما يريد".

ولفت فضل الله إلى أن "ديوان المحاسبة قام اليوم بخطوة مهمة، ووجه طلب لمجلس الانماء والإعمار الذي انفق 14 مليار دولار وطلب منه ايضاحات في وقت هذه المشاريع موجودة. اليوم بدأ باستخدام هذه الصلاحية ووفق النتائج تتم المحاسبة". وأكد أن "الاتهامات الباطلة كثيرة في البلد، ومن يملك دليل بحقنا فليقدمه"، موضحاً أنه "نحن في موضوع التهريب لسنا فريق معني بمعالجة هذه المشكلات إلا عبر مساندة الدولة".

أما في موضوع الترسيم، أكد أن "الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية هذا الملف، ونحن مطلبنا انسحاب العدو الاسرائيلي من مزارع شبعا، وحين ينسحب ستذهب الدولة لترسم حدودها"، موضحاً أن "الحدود البحرية موجودة بخرائط منذ الـ23 وهي مع فلسطين، وأتى الاحتلال وسيطر على هذه المنطقة واحتلها، وحين اصبح هناك نفط وغاز اراد استثماره كما الدولة اللبنانية التي لديها مصلحة بذلك، وفي هذا الإطار نحن ذاهبون لوضع حدود للبنان، ولكن هذا لا يعني اعتراف بالكيان الإسرائيلي ولا اعتراف بحدودة، تماما كما حذث في العام 2000 حين قسمنا الغجر، هذه الأمور تحدث بالحرب بين الأعداء".

ولفت إلى أنهم لديهم "ثقة بالرئيس عون وبالدور الذي يقوم به بملف الترسيم". أما في إمكانية أن يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفعل ما قبل انتهاء ولايته، قال فضل لله إنهم يضعون "كل الاحتمالات أمامنا ونعمل على أساسها. نحن في حالة حذر، لكن "نيوجرسي" كانت على شواطئ لبنان ولم تتمكن من القيام بشيء قبل وعي الأجيال الحالية، لهذا فإن الأميركي "يعرض عضلاته" لكن حين يرى المواجهة الحقيقية يخاف ويذهب".

وأفاد بأن "معادلة الحماية موجود على الحدود، ونحن لم ندّع يوما أن امكانات العدو يمكننا موادهتها كلها لكننا نستطيع أن نحمي السيادة بالحدود"، لافتاً إلى أنه "بمواجهة العدو الاسرائيلي، السلاح حرر وحمى وهو الذي يبقي البلد "واقف على قدميه"، اما على الصعيد الداخلي فوظيفته ليست حماية النظام او مكافحة الفساد، وإن كان هناك أحد يعتقد أننا يمكننا أن نقتلع الفساد من جذوره فهو مخطئ".

بموازاة ذلك، شدد فضل الله على أن "لبنان ليس معزولا من قبل جميع الدول، هناك الأميركيين وبعض الدول العربية، في وقت هناك خيارات أخرى ونحن عرضناها، وهناك دول عظمى أخرى، بالتالي يمكننا أن نتوجه شرقاً من دون مقاطعة الغرب". وأشار إلى أن "العزلة يحاول الأميركيون فرضها وهذا جزء من الثمن الذي يريدون أن يدفعه لبنان بعد هزيمته اسرائيل".

وأوضح أن "مشروع "حزب الله" السياسي هو أن يكون لدينا دولة قوية قادرة وعادلة يعيش بها الناس سواسية نخضع كلنا لصوت الناس من خلال قانون عادل. أما مشروعنا الاقتصادي، فقد وضعنا خطة متكاملة لا نريد ان نعلن عنها لأنها ستصبح مادة سجالية من دون تطبيقها، بالتالي نريد ان نطبقها من خلال الحكومة ومجلس النواب"، منوهاً بأنه بما يخض التشريع، "هناك قانون للمنافسة، وهو واحد من أهم القوانين الإصلاحية. نحن نظامنا الاقتصادي الحر في لبنان يجب ان نطوره، ونظام الريع والخدمات أوصلنا لهذا المكان ويجب ان نذهب للإنتاج".