أكد وزير الداخلية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​محمد فهمي​، أنه أعطى توجيهاته "الحازمة الى المدير العام ل​قوى الأمن الداخلي​ ​اللواء عماد عثمان​ بضرورة محاسبة كل المسؤولين عن هرب عشرات ​السجناء​ من نظارة قصر عدل ​بعبدا​"، لافتاً إلى أن "التقصير ثابت على العناصر الأمنية التي كانت مولجة بحماية النظارة، وبالتالي ستُتخذ في حقها العقوبات اللازمة، أمّا احتمال حصول تواطوء بين تلك العناصر وبعض الفارّين فهو موضع ​تحقيق​، واذا ثبت وجوده فسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق المتواطئين، استناداً الى القوانين المرعية الاجراء".

وأشار فهمي في حديث لصحيفة "الجمهورية" إلى أن "كان يوجد نقص في عدد أفراد مجموعة الحراسة مقارنة مع نسبة الموقوفين، لكنّ ذلك لا يبرّر ما جرى، إذ بالإمكان التعويض عن النقص العددي عبر ما يُسمّى الدفاع السلبي، أي من خلال تعزيز أقفال أبواب السجن وعدم إهمال كاميرات المراقبة وغيرها من التفاصيل العملانية"، مشددا على أن "المحاسبة لن تتوقف عند حدود مجموعة الحراسة للنظارة"، لافتاً الى أن "قائد الدرك يتحمّل مسؤولية معنوية عمّا حصل".

ورداً على مطالبة البعض بمساءلة اللواء عثمان، اعتبر فهمي أن "عثمان لا يتحمل اي مسؤولية مباشرة عمّا جرى في نظارة بعبدا، وبالتالي سيكون من الظلم تحميله وزر هذه الحادثة".

وعما إذا كان سيستقيل من منصبة بحال لم تكن ​الحكومة​ مستقيلة، بعد الهروب الكبير للسجناء، أكد فهمي أنه لم يكن ليتخذ قراراً من هذا النوع، معتبراً انّ "المسؤولية المعنوية التي يتحمّلها عن بُعد كوزير داخلية ليست سبباً كافياً للاستقالة، إضافة إلى انني بطبعي لا أقبل الهروب من التحديات، بل أواجهها مهما كانت صعبة".

وأشار إلى أن "​القضاء​ يتحمل مسؤولية كبيرة عن حادثة نظارة بعبدا، نتيجة تقصيره في إجراء المحاكمات، ما يتسَبّب في اكتظاظ النظارات والسجون بالموقوفين الذين لا هم مُدانون ولا أبرياء، الأمر الذي يُرتّب على ​القوى الأمنية​ أعباء ثقيلة لجهة التعامل مع تَبعات هذا الاكتظاظ ونتائجه"، موضحا أن "التفتيش مستمر عن السجناء الذين لا يزالون فارّين".

كما كشف أن "قوى الأمن الداخلي رفعت جهوزيتها الى نسبة 100/100 لتكثيف أعمال البحث على أوسع نطاق ممكن بغية إلقاء القبض على الفارّين وإعادتهم الى السجن"، مرجحا أن "يكون الشعور بالتعب قد بدأ يتسرّب الى السجناء الهاربين بعد مرور بضعة ايام على فرارهم، وذلك نتيجة النقص في الطعام والشراب وعدم وجود أماكن آمنة تأويهم، الأمر الذي يمكن أن يسهّل العثور عليهم تباعاً خلال الأيام المقبلة".

ولفت إلى أنه أعطى التوجيهات اللازمة "لتمتين أبواب السجون كافة منعاً لتكرار ما حصل في نظارة بعبدا، موضحاً انّ المؤسسة الامنية تستخرج الدروس والعِبَر من كل تجربة تمرّ فيها، بهدف تفادي تكرار الأخطاء، أو تحسين الإيجابيات اذا كانت التجربة ناجحة".

على صعيد آخر، نفى فهمي أن "تكون مجموعة ​كفتون​ الارهابية التي جرى توقيفها قد خطّطت لاغتيال النائبين ​فيصل كرامي​ و​جهاد الصمد​ ورئيس المركز الوطني في ​الشمال​ ​كمال الخير​"، مشدداً على أنّ ما نُشر في هذا الصدد لم يكن صحيحاً.

كما اعتبر أنّ "مرحلة انعدام الوزن التي يمر فيها ​لبنان​ قد تُشجّع بعض أصحاب الأجندات التخريبية على تنفيذ اغتيالات أو اعتداءات، لكنّ القوى و​الأجهزة الأمنية​ ستكون بالمرصاد لمثل هذه المحاولات".