اعتبر نائب أمين عام "​حزب الله​" ​الشيخ نعيم قاسم​، في حديث تلفزيوني، أن عملية اغتيال العالم النووي ال​إيران​ي محسن فخري زاده "جزء من الحرب الحقيقية غير العسكرية على إيران ومحور المقاومة والمنطقة الحرة وفلسطين".

وأشار قاسم إلى أننا "ندين هذا العمل ونحمل الواقع الدولي والدول الكبرى مسؤولية أن ترى ما يحصل"، لافتاً إلى أن "الجواب على عملية الإغتيال هو بيد المعنيين والمسؤولين في إيران، لكن هذا الإستشهاد هو عنوان شرف ومكانة".

من ناحية أخرى، اعتبر قاسم أن "كل الضغط على حزب الله من أعدائه يعود إلى تحقيقه نجاحات كثيرة في المجالات المختلفة"، لافتاً إلى أننا "مرتاحون لوضعنا ونعتبر أننا في مواجهة طبيعية ولا نعيش حالة توتر أو قلق".

في الشأن الحكومي، أوضح نائب أمين عام "حزب الله" أن التأخير في عملية تأليف الحكومة يعود إلى أسباب داخلية وخارجية، لافتاً إلى أنه على المستوى الداخلي كان على رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ أن يجري مشاورات مع الكتل العاملة في الساحة، وأن يتم إختيار الأسماء بالتفاهم مع هذه الكتل، معتبراً أن هناك مشكلة في منهجية ن​تشكيل الحكومة​.

بالتزامن، أشار قاسم إلى الموقف الأميركي يعيق تشكيل الحكومة، موضحاً أن الحريري لم يتحدث مع الحريري حول رفض أميركي لتمثيل الحزب في الحكومة ولم يثبت لدى الحزب أن هذا النص موجود، معتبراً أننا "نحتاج إلى جرأة بالإنفتاح على بعضنا البعض، وأن يتم التداول بالأسماء بالطرق المناسبة"، قائلاً: "نستطيع تقريب المسافات البعيدة من أجل الوصول إلى حكومة".

وشدد قاسم على أن "الوقت الحالي ليس وقت تغيير آلية تشكيل الحكومة ولا يجب أن نتوقف عند الضغوط الأميركية"، داعياً حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب إلى القيام بواجباتها كي لا يبقى البلد في حالة فراغ.

وأكد قاسم أن "موافقة الكتل شرط أساسي لتشكيل الحكومة"، معتبراً أن "هذا ما يجب أن يفهمه الأميركي"، موضحاً أننا "لم نصل إلى موضوع التمسية في ما يتعلق بالوزراء الشيعة، لكن الأمور ستكون سهلة عند الوصول إلى هذه المرحلة".

وأوضح نائب أمين عام "حزب الله" أن "الطريقة المثلى هي الحوار بين رئيس الحكومة المكلف والكتل النيابية على طريقة التسمية لتسطيع الحكومة نيل الثقة"، مشيراً إلى أن "ليس هناك لا مشكلة مع حزب الله ولا منه في تشكيل الحكومة"، مشدداً على أن الأساس هو التفاهم بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية.

ورداً على سؤال، أشار قاسم إلى أن أميركا تريد أن تأخذ إسرائيل حريتها على حساب لبنان، لافتاً إلى أن من حق "حزب الله" المقاومة والمشكلة هي أميركا وإسرائيل، قائلاً: "إذا كانت واشنطن تعتقد أن من تمولهم يستطيعون قلب المعادلة فهي واهمة"، معتبراً أن "المشكلة الأساسي هي الفساد ثم في الشروط الأميركية التي تضعها على لبنان".

وشدد قاسم على رفض "حزب الله" أي مساعدات مشروطة بتغيير المنظومة أو التدخل بطريقة تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أننا "مع المساعدات وصندوق النقد الدولي على قاعدة مناقشة الأمور التي من الممكن أن نقوم بها، لكن هناك أمور لا يمكن أن نتحملها ونحن أخبر ببلدنا".

وفي حين أشار نائب أمين عام "حزب الله" إلى أن "أصل المبادرة الفرنسية إقتصادي ونحن موافقون على ذلك في المبدأ، ولكن لا نقبل بالإستقواء بهذه المبادرة"، لفت إلى أن المشكلة هي في الفساد وليس في إنتماء الوزراء إلى القوى السياسية.

وأوضح قاسم أن "هناك آليات لمكافحة الفساد، منها القضاء عبر فتح الملفات ومحاسبة من يجب محاسبتهم، والحكومة التي عليها متابعة أعمالها ووضع حد لأي أحد يخالف القانون، بالإضافة إلى تفعيل أجهزة الرقابة، وأيضاً المجلس النيابي الذي يضع القوانين المناسبة".

وأوضح قاسم أن "حزب الله يكافح الفساد عبر الآليات القانونية"، مشيراً إلى أن "أحد نجاحات المعركة التي دخل فيها الحزب أن الكثير من الناس نلجمت عن الإستمرار في الفساد"، مشدداً على أننا "متمسكون بالتفاهم مع التيار الوطني الحر حتى النفس الأخير، ومستعدون لكل نقاش يعزز ويطور هذه العلاقة لاعتبار قناعتنا وصالحنا".

ولفت قاسم إلى أننا "لا نوافق على قول التيار أننا نغطي الفساد أو نعطل عمله"، موضحاً أن "في البلد هناك تركيبة وقرارات في مجلس النواب وأخرى في مجلس الوزراء"، قائلاً: "في بعض الملفات قد يكون لدينا وجهات نظر مختلفة، كما حصل في موضوع آلية إختيار المدراء العامين"، مشيراً إلى أننا "قريباً سنقوم بمراجعة بنود التفاهم لتطويرها ونحن والتيار في خندق واحد لبناء الوطن".

وجدد نائب أمين عام "حزب الله" التأكيد على أن "المشكلة في المنطقة هي إسرائيل وأميركا وليس حزب الله الذي كان ردة فعل"، سائلاً: "من يضمن عدم دخول إسرائيل من جديد إلى لبنان فيما لو لم يكن هناك مقاومة؟".

ورداً على سؤال هول الإتهامات الغربية التي توجه إلى الحزب بتجارة المخدرات لتمويل نفسه، لفت قاسم إلى أن "حزب الله" يعتبر أن تجارة المخدرات وتعاطيها حرام شرعاً، وهو لديه إكتفاء في هذا المجال ولا يحتاج إلى الإعتماد على هذه الطرق، مشدداً على أن الحزب بعيد عن الفساد المحلي والعالمي.

وشدد قاسم على أن "الحزب جزء من الدولة وليس دولة ضمن الدولة"، مشيراً إلى أن "تركيبتنا العقائدية هي خدمة أهلنا وناسنا ولدينا الكثير من المؤسسات بإختصاصات مختلفة لمساعدة الناس".

ورداً على سؤال، أشار نائب أمين عام "حزب الله" إلى أننا "نشعر بأن الخطر على لبنان كبير جداً والإنهيار الإقتصادي والإجتماعي يجب إيقافه"، لافتاً إلى أن "الحزب لا يفكر في كيفية حماية بيئته من هذا الخطر، بل في كيفية حماية لبنان من هذا الخطر"، قائلاً: "نقوم بكل ما نستطيع أن نقوم به لخدمة الناس لكن المشكلة هي في بعض الجهات التي تقبض من السفارة الأميركية من أجل التخريب".

وفيما يتعلق بمصير ودائع اللبنانيين في المصارف، قال قاسم: "لا نعرف ما هو حجم الإحتياط الموجود في المصرف المركزي"، لافتاً إلى أن هدف التدقيق الجنائي هو معرفة ما هو موجود في المصرف وما حصل في السنوات الماضية، معتبراً أنه بحال عدم الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن أن نجيب المودعين عن مصير ودائعهم، ولذلك المطلوب التسريع في الذهاب إلى هذا التدقيق، مؤكداً أن من حق كل مودع أن يحصل على أمواله.

ورأى قاسم أن "رسالة رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي، بشأن التدقيق الجنائي، كانت جيدة والأمر نفسه ينطبق على القرار الصادر عن المجلس النيابي"، مشدداً على أن "المطلوب متابعة هذا الموضوع من خلال القيام بالخطوات التالية من أجل الوصول إلى نتيجة".

وأكد قاسم أن "مشكلة سحب الدولار من السوق لها علاقة بالتجار الكبار والمصارف ولا علاقة لحزب الله بها"، لافتاً إلى أن "فكرة ترشيد الدعم صحيحة، حيث لا يمكن أن يشمل الدعم مئات السلع، من أجل إطالة أمده لحين تشكيل الحكومة الجديدة"، لكنه شدد على رفض الحزب رفع الدعم لأن هذا الأمر سيقود إلى إنهيار البلد.

ورداً على إحتمال شن إسرائيل عدوان على لبنان أو سوريا أو إسرائيل في هذه المرحلة، لفت قاسم إلى أن لا تل أبيب لا تجرؤ على إستهداف لبنان منذ العام 2006 بسبب توازن الردع القائم، لكنه أشار إلى أنها تدرك أن الحزب مصمم على أي مواجهة مهما كانت ولديه الإستعدادات الكاملة؟

وأشار قاسم إلى أنه "إذا أرادت أن تقوم بأي عمل تدرك جيداً أنها ستضع نفسها أمام نتائج لا تستطيع أن تتحملها في ظل أوضاعها الداخلية"، مستبعداً "قيام إسرائيل بأي عدوان على لبنان في هذه المرحلة، لكن بحال أقدمت على ذلك نحن بجهوزية كاملة لذلك".

كما استبعد نائب أمين عام "حزب الله" من الناحية السياسية قيام إسرائيل بأي عدوان على سوريا أو إيران، مؤكداً أن الحزب ملتزم بالرد على مقتل أحد عناصره في سوريا.

أما بالنسبة إلى تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، أوضح قاسم أنه "تطبيع أنظمة وليس تطبيع شعوب، وبالتالي هذه الأنظمة، التي تعتقد أنها تحمي نفسها بالعلاقة مع إسرائيل وتصنع عدو مشترك هو إيران، تدخل المنطقة في صراعات ستظهر في المستقبل"، مشيراً إلى أن التطبيع كان موجوداً في الماضي.

واعتبر قاسم أن هذه الإتفاقيات كشفت هوية هذه البلدان بزعمائها، لكنه لا يلغي شيئاً بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، طالما هناك نفساً فلسطينياً واحداً يقاوم.

ورداً على سؤال عن قرار دولة الإمارات العربية منع رعايا عدد من الدول العربية بينها لبنان من دخول أراضيها، سأل: "ماذا ننتظر من بلد ارتكب خيانة التطبيع مع الإسرائيلي؟"، واضعاً الأمر في سياق حماية الأمن الإسرائيلي في الإمارات.

على صعيد متصل، اعتبر قاسم أن "النفي السعودي لإجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا قيمة له"، مشيراً إلى أن ما قاله الإسرائيلي في هذا الصدد صحيح.

ورداً على سؤال، أشار قاسم إلى أن هناك إختلاف بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الحالي دونالد ترامب ولو في بعض الشكليات، متوقعاً أن يكون هناك "بعض المتغيرات في المنطقة، لا سيما أن بادين لديه مشكلة كبيرة اسمها الصين التي تتقدم بشكل سريع، وبالتالي سيذهب إلى الإهتمام بهذا الملف أكثر من الملفات الأخرى، لكن هناك ثوابات في السياسات الأميركية، منها دعم إسرائيل وتبني الخيار التطبيعي"، داعياً إلى إنتظار ما قد يحصل على مستوى العلاقة مع إيران.