أشار ​وزير التربية​ والتعليم في حكومة ​تصريف الأعمال​ طارق المجذوب، إلى ان "هناك فئة لا يستهان بها عدديا من الأهالي اعترضت على قرار إقفال المدارس خلال الأسبوعين الماضيين وطالبت بفتحها رغم إفقال البلد، في وقت فضلت فئة قليلة عدم غرسال أولادها إلى المدارس واستكمال التعلم عن بعد، ونحن نتفهم الأهالي ونقدر حرصهم على صحة أولادهم وعلى تحصيلهم العلمي".

ولفت المجذوب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ​وزير الصحة​ ​حمد حسن​، إلى أنه "علينا الالتفات للبعد الصحي، ونحن نستند للمراجع الصحية على رأسها وزارة الصحة العامة، منظمة الصحة العالمية، لجنة كورونا وغيرها من اللجان المختلفة، في كل خطة او عمل تربوي ننوي القيام به خصوصاً ان لجنة كورونا تأخذ بالاعتبار كل أبعاد الجائحة"، موضحاً أن "خيار التعليم المدمج جاء ليراعي الاوضاع الاجتماعية، الصحية والنفسية للطلاب، بظل غياب وسائل التعلم عن بعد".

كما شدد على أنه "بما يتعلق باستكمال التعلم المدمج الذي يوازن بين البعد الصحي والتربوي، أمنّا مجاناً برامج ادارة التدريب، وانطلقت تجريبياً دورات التدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء لشرح منهجية التعلم عن بعد"، منوهاً بأن "مديرية التعليم الثانوي والابتدائي والمناطق التربوية، تسهر على إدارة التعلم عن بعد ضمن الإمكانات المتاحة". وأفاد بأنه "صحيح ليس لدينا الركائز الأساسية للتعلم عن بعد كالانترنت السريع والوسائل التكنولوجية المتاحة، لكن الوزارات المعنية تسعى لرفع مستوى خدماتها ضمن الامكانات المتوافرة".

وأكد المجذوب أن "غرفة العمليات بوزارة التربية تواكب التعلم المدمج، وتمكنن عملها بالتعاون مع الصليب الأحمر، وسيساعد البرنامج الإلكتروني على تتبع حالات المصابين بكورونا من خلال التشبيك مع معطيات وزارة الصحة ووزارة الداخلية". وشدد على أنه "في إطار مقاربة الحالات الصحية الخاصة التي تمنع التلامذة من الحضور، تتعاون الوزارة مع نقابة الأطباء بهذا الصدد، وستقوم المدرسة بتامين التعلم عن بعد لهؤلاء بالتنسيق مع الوزارة التي ستضع الموارد الالكترونية التي يحتاجونها".

أما بما يتعلق بامتناع الأهل عن إرسال أولادهم إلى المدارس، أشار المجذوب إلى أن "المدرسة استطاعت تأمين التعلم عن بعد بالفصل الأول، ووزارة التربية تتعاون مع المدرسة المعنية لإيجاد الحل المناسب، فلا احد يجبر الأهل على إرسال اولادهم إلى المدارس، وسنعمل ضمن المستطاع لمواكبة التلامذة عن بعد، وننتظر تقييم الوضع الصحي لاتخاذ القرار المناسب بالفصل الثاني".

وأوضح أن وزارة التربية "تتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء لتسريع طباعة الكتاب المدرسي الذي سيكون موجوداً بالقريب العاجل بالتنسيق مع اليونيسف"، لافتاً إلى أن "المركز جعل الكتاب الرقمي متاح للجميع، في وقت دعمنا نحن الورق الأبيض لجعل الكتاب المدرسي متاحاً أيضاً، لكن هذا المسعى غرق بمتاهات مالية". وتوجه بالشكر لوزير الصحة "على مواكبته وزارة التربية من خلال الفحص السريع، وستؤمن وزارة الصحة هذا الفحص لمن لديه عوارض من خلال آلية ستُعلن بتعميم".

وأكد المجذوب كذلك أن "حسن وعد بتأمين الـ "pcr" المجاني لمن يحتاجه من المعلمين، لكن علينا الأخذ بالاعتبار واقعنا. ليس لدى وزارة الصحة الأموال كما هو الوضع مع الوزارات"، موضحاً أن "العمل المتواصل أجهد القطاع الصحي فعانى ما عاناه ولا يمكننا إلا ان ننحني امام تضحياته، ونعاود اليوم رفع الصوت لصون كرامة الهيئتين التعليمية والادارية، الأكثر عرضة لكورونا، والمطالبة بدعمهم لأن الهم المالي اليومي بات يشكل عبء عليهم ويؤرقهم ويؤرقنا بوزارة التعليم".