اشارت الأوساط الفرنسية المتابعة للوضع ال​لبنان​ي، إلى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون"عازم على الوفاء بوعده للبنانيين" عندما أكد لهم أنه "لن يتخلى عنهم". ولا تخفي الأوساط المشار إليها "دهشتها وخيبتها من انعدام المسؤولية" لدى سياسيي لبنان، وتغليبهم "المصالح الحزبية والفئوية والطائفية والشخصية على المصلحة العامة".

رغم ما تقدم، فإن باريس ماضية في جهودها، وهي من جهة، تسعى لجمع مزيد من المساعدات الإنسانية إلى لبنان من خلال ال​مؤتمر​ مع ما يحمله من بعد سياسي و"ضغوط" على الطرف اللبناني. وكان يمكن لماكرون أن يكلف وزير الخارجية أو الاقتصاد مهمة الاضطلاع بالمؤتمر. إلا أنه فضّل أن يقوم بذلك شخصياً من أجل جذب أرفع تمثيل ممكن على المستوى الدولي لمجموعة الدعم للبنان، والدفع باتجاه توفير أكبر قدر من المساعدات؛ نظراً للحاجات اللبنانية الضخمة. وفاقمت جائحة "كوفيد - 19" الوضع الصحي وحالة المستشفيات وقدراتها على التجاوب مع الحاجات الطارئة، وهي أحد الأسباب التي تفسر الإصرار الفرنسي.

من جهة أخرى، فإن ماكرون عازم على زيارة لبنان نهاية العام الحالي. لكن صورة هذه الزيارة "يمكن أن تتعدل وفق التطورات" التي قد تحصل في لبنان لجهة تشكيل ال​حكومة​ وعودة مؤسسات الدولة للعمل. فإذا بقي الفراغ المؤسساتي على حاله، فإن ماكرون سيكرس زيارته لتمضية بعض الوقت في إطار أعياد نهاية العام مع الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل في جنوب لبنان. وتجدر الإشارة إلى أن تقليداً فرنسياً يقوم على زيارة كبار المسؤولين (رئيس الجمهورية، وزير- ة الدفاع...) الوحدات الفرنسية العاملة خارج البلاد نهاية العام.

وفي حين تستبعد المصادر أن يشارك ترمب في المؤتمر، يتوقع أن يصدر عن المؤتمر بيان سيكون شبيهاً جداً ببيان 9 أب. وأهم ما سيحتويه، أنه سيعيد التأكيد على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وعلى ضرورة القيام بالإصلاحات المعروفة والتي تضمنتها الورقة الفرنسية، والتي ما زالت الأسرة الدولية ومجموعة الدعم تطالب بما تضمنته منذ مؤتمر "سيدر" أي قبل عامين ونصف العام، فضلاً عن إعادة تأكيد اهتمام مجموعة الدعم الدائم ب​مساعدة​ لبنان.