أكّد عضو المجلس الاعلى في ​الحزب السوري القومي الاجتماعي​، ​حسان صقر​ أن "حاكم مصرف ​لبنان​ ​رياض سلامة​ هو عقدة النظام في لبنان، وتغيّبه أمس عن جلسة ​اللجان النيابية​ المخصصة للبحث في موضوع الدعم والإحتياطي إهانة للمجلس النيابي وإستخفاف بدوره وبمثابة رسالة بأنه متسيّد عليهم"، متسائلا: "هل هناك أهم من هذا الملف بالنسبة للشعب اللبناني حتى يتفضّل بالحضور للنقاش حوله؟ أم أن حضوره الشخصي يقتصر على تسلّم الجوائز في الخارج".

وفي حديث لـ"النشرة"، رأى صقر أن "سياسات الدعم خاطئة وتصبّ لمصلحة التجار والمهرّبين، بينما الفكرة الصحيحة هي بتوجيه الدعم للفئات الأكثر فقرا بدل أن يكون عموميا، فلا يجوز أن ندعم الكماليّات بينما نرى جزءا كبيرا من اللبنانيين لا يمكنهم الحصول على الأمور الاساسيّة"، معتبرًا أن "علينا الاعتراف بأن لبنان أصبح دولة فقيرة، ولا أحد مستعد لإرسال الدولارات الينا، والمساعدات التي تصل تُقدم لجمعيات الـNGO وهي تصب في خدمة أهداف سياسية"، مؤكدًا أن "المطلوب اليوم تغيير النظام والوصول الى نظام مدني حديث وعصري، وكل كلام عكس ذلك لا قيمة له".

واعتبر صقر أن "حاكم ​مصرف لبنان​ يبيع الأوهام للشعب اللبناني حين تحدث قبل يومين بأن شهر آذار من العام المقبل سيكون إعادة الانطلاقة للعمل المصرفي"، معتبرًا أن "من الضروري إقالته وتعيين شخصيّة جديدة توحي بالثّقة بعيدا عن المعايير الطائفيّة"، لافتا إلى أن "​القطاع المصرفي​ لا يستطيع استعادة دوره من دون عامل الثقة الّذي يشكّل الخطوة الاولى من مجموعة خطوات وتدابير الواجب اتباعها".

وأوضح صقر أن "هناك 3 طرق لإقالة سلامة، وهي إما ​العجز​ الصحّي أو لإخلاله بواجباته الوظيفيّة أو لخطأ فادح في تسيير الأعمال، ومن الثابت أنّ الرجل لم يقم بواجبه الوظيفي، فمن أبرز مسؤولياته الحفاظ على سعر الصرف بينما نجد اليوم فوضى كبيرة في هذا المجال، كما عليه الحفاظ على ​أموال المودعين​ وهو ما لم يفعله".

من جهة أخرى، اعتبر صقر أنّ "​القضاء​ في لبنان جزء من الحالة الثقافيّة الفاسدة في البلد، ونحن بحاجة الى نهضة في هذا السّياق تغيّر المفاهيم في عقول الناس، وهذا لا تستطيع أن تقوم به الأحزاب الطائفيّة"، مشيرا الى أن "بناء القضاء النزيه يكون بداية بوقف التدخل السياسي، والوصول الى استقلال ​السلطة​ القضائيّة، كي لا يستمر الزعماء بالسيطرة عليها".

وعن المخاوف الأمنيّة في المرحلة المقبلة، رأى صقر أن "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يعمل على مبدأ "يا رايح كتّر القبايح"، وهو يسعى الى التخريب على إدارة الرئيس المنتخب ​جو بايدن​ قدر المستطاع، حتى تمر سنوات الحكم الجديد في إصلاح ما خرّبه فتنتهي الولاية الرئاسية من دون انجازات، وهذا يولّد المشاكل في كل الدول التي يوجد فيها مصالح أميركيّة، وبالتّالي يحافظ ترامب على حظوظه بالترشّح لولاية جديدة في العام 2024"، موضحًا أن "اسلوب ترامب عكس نفسه على المنطقة إن كان من خلال اغتيال ​العالم​ الايراني ​محسن فخري زادة​، والاسراع في عمليات التطبيع بين بعض ​الدول العربية​ و​اسرائيل​، بالاضافة الى فرط المفاوضات حول ​ترسيم الحدود​ البحرية في لبنان، كما أن الاغتيالات هي أحد أشكال التخريب التي قد نشهدها".

وفي الختام، تطرق صقر الى الملف الحكومي، مبينًا أن "في التحليل السياسي ما من سبب ليمرّ تشكيل ​الحكومة​ الآن، وقد بدا واضحا أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ كان يقدّم الوعود من ثم يتراجع عنها، وهذا الأمر يعود للضغوطات الخارجيّة التي يتعرّض لها، كما أنّه يعلم أن تشكيل حكومة من دون ​حزب الله​ وحلفائه مصيرها السقوط في ​مجلس النواب​، وبالتالي من الممكن أن تستمر المراوحة الى حين تسلّم بايدن للسلطة في ​أميركا​ واعطاء الفرنسيين تفويضا بالاستمرار في مبادرتهم".