اعتبر المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ أنه "اليوم نعيش أسوأ أنواع الأزمات، وسط ارتفاع مخيف بمعدل الجريمة والكوارث الاجتماعية، فيما ​السلطة​ بحيتانها وأحقادها بلغت الذروة، بطاقم سياسي حوّل البلد إلى غارق بالديون وقطاعات مصادرة وثروات منهوبة، ومؤسسات فاشلة وموزعة على أصحاب النفوذ بحجة التوازنات الطائفية، فيما الناس تعاني الجوع و​الفقر​ وجنون الأسعار، على يد عصابة تجارية ومالية ونفوذية لا تعرف أي شيء عن الله والضمير و​الإنسان​ية. لذلك، وبكل تأكيد سنخوض معركة حماية شعبنا وبلدنا إلى آخر النفس، ولن نقبل بإبادة أهلنا مهما كلّف الأمر، كما لن نقبل بأن تستمر هذه الطبقة ​الفاسد​ة أن تتحكّم بالناس وبمصير البلد وتأخذ ال​لبنان​يين رهائن في لعبة تأمين المصالح".

ودعا المفتي قبلان "إلى ثورة قضاء حرّ وأصوات حرّة، وقوى حرّة، تعمل بالتكافل والتضامن على تحرير البلد من الفاسدين ومحاكمتهم دون الوقوف عند أي اعتبار طائفي أو مذهبي، فالبلد في المهوار، وإنقاذه لن يتم إلا على أيدي الشرفاء في هذا البلد، الذين لا يساومون ولا يتاجرون بكرامة الناس، بل هم مستعدون أن يقدموا المزيد من التضحيات من أجل لبنان كل لبنان، بمسلميه ومسيحييه، ومن أجل بناء دولة الشرفاء، لا دولة السماسرة وأصحاب البازارات الرخيصة والمشاريع الهدّامة".

وشدّد المفتي قبلان على أن "هذا البلد لن يموت، ولن يزول مهما تعددت الأجندات الإقليمية والدولية، وسينهض من جديد ولن تنال منه كل قوى الشر مع كل حيتان ​المال​ و​الفساد​، مهما تآمرت وحاكت من فتن ومارست من ضغوط وفرضت من ​عقوبات​، فلبنان باق بوحدته وقدرة شعبه ومنعة مقاومته شوكةً في عيون ​واشنطن​ وكل من يدور في أفلاكها، وعصياً على كل محاولات التطبيع و​التوطين​ والخنق، مهما بلغت التضحيات. ف​اللبنانيون​ لن يقبلوا بأقل من لبنانهم الواحد الموحد السيد المستقل، رغم كل الصعوبات والتحديات. فالكرامة والوطنية تحتاج إلى تضحيات، وهم أهل لها، وباعهم في هذا المضمار يُشهد له، ولن يتخلوا عن هذا اللبنان الذي لا نريده إلا لجميع أبنائه، مواطنين على حد سواء".