لفت ممثّل قائد الجيش ال​لبنان​ي العماد ​جوزاف عون​، العميد الركن جورج الحايك، خلال ندوة عن مفاوضات ​ترسيم الحدود​ وفق قواعد القانون الدولي، نظّمها المركز الدولي لعلوم الإنسان -اليونسكو في مركزه في جبيل، إلى أنّه "قدّر للبنان منذ بداية تاريخه الحديث أن يعيش في جوار الكيان الإسرائيلي الغاصب، الّذي قام على ارتكاب المجازر وطرد السكّان من أرضهم، والتوسّع الجائر والاعتداء على الدول المجاورة، بشكل يخالف القوانين الدوليّة والمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة والحضاريّة".

وأشار إلى أنّ "على هذا الأساس، كان لبنان في طليعة البلدان الّتي واجهت أطماع العدو الإسرائيلي التاريخيّة، وعانت لسنوات من حروبه المدمّرة وأعماله العدائيّة وانتهاكه للحدود، وقد اتّخذت هذه الأطماع أشكالًا عدّة عبر السنين، بدءًا من السعي إلى احتلال الأراضي اللبنانية والتسلّط على خيراتها، والاستحواذ على جزء من الثورة المائيّة في ​الجنوب​، وصولًا إلى ما نشهده اليوم، إذ يستمرّ العدو الإسرائيلي في احتلال ​مزارع شبعا​ وتلال ​كفرشوبا​ والقسم الشمالي من ​بلدة الغجر​، ويواصل خروقاته للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701 برًّا وبحرًا وجوًّا، موجّهًا أطماعه إلى ثروتنا النفطيّة والغازيّة داخل مياهنا الإقليميّة".

وركّز حايك على أنّه "ليس خافيًا ما تنطوي عليه مآرب العدو الإسرائيلي مِن خطورة داهمة على مواردنا، الّتي تدخل في صلب مقوماتنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير كلّ لبناني، وتشكّل عنصرًا أساسيًّا من عناصر نهوض بلدنا وتعافيه، وتمنح فرصة لأبنائنا وللأجيال الّتي تليهم لبناء مستقبل يتطلّعون إليه". وأوضح أنّ "لكلّ ما سبق، يجد الجيش نفسه المعني الأوّل بالدفاع عن تلك الثروة، وهو الّذي تولّى منذ عقود حماية استقرار لبنان وأمنه وضمان سلمه الأهلي. فمن الطبيعي إذًا أن تكون حقوق اللبنانيّين في مواردهم الطبيعيّة على رأس الأولويّات، الّتي لا يمكن التفريط بها مهما غلت التضحيات".

وذكر أنّ "في هذا السياق، تأتي المفاوضات التقنيّة غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، الّتي ينطلق لبنان خلالها من موقف راسخ لا لبس فيه، يستند إلى القوانين والمعايير الدوليّة المثبتة بالوثائق الدامغة، ويقوم على مبدأ جوهري هو أولويّة حقوق لبنان وكرامته". وشدّد على أنّ "الثقة الّتي منحها كبار المسؤولين في بلدنا للجيش، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، والإجماع الشعبي على تولّي ​المؤسسة العسكرية​ إجراء المفاوضات، هما مدعاة فخر واعتزاز، وفي الوقت نفسه مسؤوليّة وطنيّة كبرى نتشّرف بتحمّلها، متسلّحين بالعزيمة والإصرار، ومؤكّدين أنّنا لن نتزحزح عن ثوابتنا مهما كانت التحدّيات".

كما دعا اللبنانيّين إلى "الاطمئنان إلى أنّ جيشهم حاضر بقوّة في جميع الميادين ليصون أرواحهم ويضمن حقوقهم"، مؤكّدًا أنّ "وطننا الّذي تجاوز الصعوبات الماضية وخرج منها أكثر قوة، قادر على تخطّي الأزمات الّتي يواجهها اليوم، باتحاد أبنائه والتفافهم حول الجيش".