أشار ​وزير التربية​ و​التعليم العالي​ في حكومة تصريف الاعمال ​طارق المجذوب​، خلال إطلاق "نظام إدارة التدريب (TMS) والمقررات التدريبية التفاعلية من بعد"،​​​​​​ إلى أن "حضورنا إلى ​المركز التربوي للبحوث والإنماء​ يترافق في كل مرة مع إطلاق إنجاز جديد، وذلك في فترة قصيرة نسبيا، مما يثبت قدرة هذه المؤسسة العقل، على الإنتاج التربوي على الرغم من حاجتها إلى الموارد البشرية والمالية لتعزيز وحداتها".

لفت المجذوب إلى أنه "اليوم نطلق مع رئيس المركز بالتكليف الأستاذ جورج نهرا، نظام إدارة التدريب (TMS) والمقررات التدريبية التفاعلية من بعد، وسينتقل هذا النظام التدريبي ​لبنان​ إلى حقبة جديدة تتجلى بنقلة نوعية بطريقة التدريب وتقديم المحتوى التدريبي للمعلمين والمعلمات"، موضحاً أن "هذا النظام يأتي في ظل جائحة ​كورونا​ ليلبي حاجة ملحة لكل معلم، فيرصد تطوير كفاياته ومهماته الأدائية، ويساعد على الارتقاء بالتدريب من المقررات التدريبية المنفصلة إلى منظومة تعلم وبناء مستدامة بحسب معايير الجودة، مما يسمح ببناء قواعد بيانات تستثمر لترشيد القرارات وتحسين الأداء في شكل مستمر".

كما شدد على أن "هذا النظام يعزز تنسيق الجهود وتوحيدها لبناء منظومة متكاملة للتطوير المهني على الصعيد الوطني، ويدعم كل الأنماط التدريبية، من التدريب الحضوري إلى التدريب من بعد، أكان متزامنا أو غير متزامن، ويرفع إمكاناتنا في الوزارة لجهة تمكين افراد الهيئة التعليمية من دخول عصر التعلم المدمج والتعلم عن بعد باستخدام ادوات التعليم الرقمي في الشرح والإفهام للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعارف وتحسين المهارات والكفايات".

وهنّأ المجذوب "مكتب الإعداد والتدريب في المركز، الذي أعد مقررات تدريبية تفاعلية عن بعد يتم تحقيقها بحسب وتيرة المتدرب الذاتية، وذلك من خلال أنشطة تفاعلية وفيديوهات قصيرة تعليمية وموارد سهلة الاستخدام. إننا نشد على أيدي نهرا والعاملين في المركز والوزارة بكل مديرياتها"، مؤكداً عزمهم "تعزيز أقسام المركز التربوي بالأساتذة المبدعين، للمضي قدما في ورشة تطوير المناهج التربوية التي طال انتظارها. وهذا الحفل مناسبة للاعلان عن السعي إلى وضع إطار موحد للأرقام للمزيد من الواقعية والدقة، وقد تمت الموافقة على ربط المنصات بمنصة واحدة، مما يثبت التكامل بين المؤسسات ويطوي صفحة التباعد والتنازع غير المجدي".

وأفاد بأنه "أمامنا جهد كبير وعمل كثير، لكنه يصبح ميسرا في ظل الإرادات الطيبة والتركيز على الهدف الأسمى للعملية التربوية وهو المتعلم الذي نعمل على إعداده بصورة متميزة، في ظل ظروف صعبة. لذلك كان الشعار الذي رفعناه في بدء مهامنا في الوزارة "التعليم النوعي المرن للجميع". لقد نجحنا في إزالة العثرات التمويلية بالدولار، امام مناقصة طبع سلاسل الكتاب المدرسي الوطني، وذلك باجتماعات بيننا وبين المركز التربوي بتعاون مشكور من ​اليونيسف​. سيكون الكتاب الورقي متاحا خلال أسابيع قليلة للمتعلمين، كما أطلقنا منذ فترة الكتاب الإلكتروني".

ونوه كذلك بأن "تضافر جهود المخلصين في الوزارة و​المؤسسات التربوية​ الأخرى، يثبت مرة جديدة أننا سوف نخفف من عبء الضغوط على حياتنا وعلى نظامنا التربوي، ونأمل ان نعلن لكم في كل فترة عن إنجاز جديد، وإلى الأمام إن شاء الله".

من جهته، أشار رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا إلى أنه "نطلق اليوم برعاية كريمة من وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، نظام إدارة التدريب (TMS) والمقررات التدريبية التفاعلية من بعد، فنكون بذلك قد أضفنا مدماكا إلى سعينا المستمر لتحسين جودة تدريب أفراد الهيئة التعليمية، إذ ان التدريب هو من المهام الأساسية لمكتب الإعداد والتدريب في المركز التربوي للبحوث والانماء. لقد تم ذلك بتمويل من منظمة اليونيسف والحكومة الكندية والاتحاد الأوروبي، في إطار مشروع برنامج دعم توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان S2R2، ومن خلال شركة NEEDS للهندسة والتنمية التي رست عليها مناقصة علنية".

ولفت نهرا إلى أن "هذا النظام هو منصة تدير التدريب في كل مراحله، بما فيها تصميم المقررات والمصادقة عليها وتسجيل المعلمين وبناء ملف تدريبي (e-Portfolio) شخصي لكل معلم يرصد تطوير كفاياته ومهماته الأدائية"، مشدداً على أنها "مناسبة سعيدة على الرغم من كل المصائب التي حلت ببلادنا، ولكننا لن نستكين بل سوف نتابع توفير المقومات التربوية والفنية التي تجعل المنظومة التربوية قادرة على تخطي المرحلة الصعبة التي نمر بها، فنسرع الخطى نحو انخراط أوسع شريحة من أفراد الهيئة التعليمية وإدارات المدارس والأمل في برنامج التعلم المدمج الذي أقره معالي الوزير استنادا إلى مقتضيات الوضع الصحي مما يستدعي تضافر الجهود للتخفيف من انتشار فيروس كورونا، فيما نتابع التعليم ولا نخسر سنة دراسية".

كما أفاد بأن "خطوة مهمة ثانية تحققت بعد تعثر بسبب تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، هي طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني ورقيا بعدما كنا وضعناها إلكترونيا بين أيدي المتعلمين، وقد تحقق ذلك بمسعى من معالي الوزير الذي جمع المركز التربوي مع اليونيسف وتم توفير التمويل لتغطية سعر الورق والحبر، وإننا نتابع بالمساعي لتأمين طباعة كتب المرحلة الثانوية أيضا وهي لم تكن مشمولة أساسا بالمجانية".

وشدد نهرا على أنه "كذلك نسعى إلى وضع إطار موحد للأرقام الإحصائية ليكون المرجع الرسمي لكل قرار تربوي وإداري ومالي يتعلق بالقطاع التربوي، وعليه تبنى الإحصاءات ويتم استخراج المؤشرات. كما تمت الموافقة بين وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء على ربط منصة Classera التابعة لوزارة التربية ومنصة DLP التابعة للمركز التربوي واعتماد منصة موحدة للتعلم من بعد ترتكز على نظامين أساسيين مترابطين ارتباطا عميقا (Deep API Itegration) ويعمل كل نظام على مسؤولية مشغله (المركز مسؤول عن DLP والوزارة عن Classera)".

وأوضح أنه "نغتنم هذه المناسبة التربوية بامتياز لنطلب من معالي الوزير الموافقة على تعزيز المركز التربوي بالموارد البشرية المتميزة لكي نسرع إنجاز المناهج التربوية التفاعلية وندخل بقوة وثقة عصر التعلم الرقمي". وأكد سعيهم "من خلال هذا التعزيز إلى تأهيل كوادرنا التربوية الوطنية مستفيدين من الخبرات الدولية، للقيام بورشة المناهج التي طال الحديث عنها سابقا، فنحول فترة التراجع التي تغرق وطننا الحبيب، إلى فرصة حقيقية للنهوض التربوي ونعطي الأمل للبنانيين الذين يفقدون الفرصة بعد الأخرى فيما الرهان يبقى على الثروة البشرية التي يمكنها وحدها أن تعيدنا إلى المسار العالمي المقبول".

وشدد على أن "هناك مطلب محق لعائلة المركز التربوي هو تطبيق قانون السلسلة بعدما أصبحت رواتبهم لا تكفيهم للوصول إلى العمل، ونأمل أن تتكلل مساعيكم مع وزير المالية بتحويل الاعتماد اللازم لهذه الغاية، وإننا نشكركم على كل الدعم والاحتضان".