أكّد رئيس "حزب الكتائب ال​لبنان​ية" النائب المستقيل ​سامي الجميل​، أنّه "إذا ما تمّ رفع الدعم عن السلع الأساسيّة أو استعمال الاحتياطي الاستراتيجي لدى ​المصرف المركزي​، سنذهب في الحالتين إلى انهيار كامل للبلد. فالخيار الأوّل باب فساد جديد، والثاني ضرب لإمكانيّات البلد على النهوض متى حان الوقت لذلك بعد رحيل هذه الطبقة". ودعا الشباب الّذي انتفض في 17 تشرين الأوّل 2019 وما زال، إلى "التحرّك لمواجهة هذين الخيارين".

وركّز في كلمة وجّهها عبر صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي، على أنّ "الحل هو في إصلاح البلد وإنتاج مجلس نيابي جديد وطبقة سياسيّة جديدة تبني البلد"، لافتًا إلى أنّ "منذ الأسبوع الماضي، بدأوا يتحدّثون عن نفاد الإحتياطي في المصرف المركزي والتوجّه إلى استخدام الاحتياطي الاستراتيجي من ​الذهب​ إلى الاحتياطي الإلزامي إلى أملاك الدولة، أي كلّ ما يمكن أن يسمح بالنهوض بالبلد عندما ترحل هذه المنظومة".

وأشار الجميل إلى أنّ "عمليًّا، هم يجبروننا على تجرّع أحد السمَّين: إمّا استنزاف كلّ قدرات الدولة لنصل إلى الحضيض ونفقد كلّ قدرة على النهوض بالبلد في المستقبل، أو وقف الدعم لأنّنا لم نعد نملك القدرة على دعم السلع الأساسيّة و​البنزين​ وغيره". وأوضح أنّهم "خرجوا ببدعة جديدة تقول قد نرفع الدعم، ولكنّنا في المقابل سنصدر بطاقات اجتماعيّة، وهنا الفضيحة الكبرى"، متسائلًا: "كم سيبلغ عدد هذه البطاقات؟ 600 ألف أو 700 ألف أو حتّى مليون بطاقة؟ هنا تطرح الأسئلة، أوّلًا لمن ستمنح هذه البطاقات؟ وهل نثق أنّ هذه الجماعة ستوزّع البطاقات بطريقة صحيحة، علميّة وموضوعيّة؟ أم أنّها ستوزّع إلى جماعاتهم؟ من المؤكّد أنّ هذا باب فساد جديد يفتح للتحكّم برقاب الناس".

وذكر "أنّنا إذا اعتبرنا أنّه تمّ توزيع ما يوازي المليون بطاقة على اللبنانيّين الّذين هم تحت خط الفقر في لبنان، فما الّذي سيحلّ بالطبقة الوسطى وبالموظّفين والأساتذة الّذين يتقاضون الحدّ الأدنى أو أكثر بقليل، أي ما يقارب المليوني ليرة؟"، سائلًا: "كيف سيتمكّنون من تأمين احتياجاتهم إذا ارتفعت أسعار البنزين والطعام وفاتورة السوبرماركت؟ هذا يعني عمليًّا إفقار الطبقة الوسطى". وتوجّه إلى الطبقة السياسيّة بالقول: "تعتمدون مبدأ رمي الأثقال على كاهل الناس لتتحمّل ​الضرائب​ وغلاء المعيشة، دون أن تتحمّل هذه الطبقة أي مسؤوليّة من أي نوع".

كما شدّد على أنّ "الحل لا يكمن في تهديد مستقبل الأجيال المقبلة بضرب الاحتياطي الاستراتيجي، ولا في ضرب الناس في لقمة عيشهم، بل في اصلاح البلد؛ والمنظومة أعجز من فعل ذلك"، مبيّنًا "أنّنا لن نطلب منكم أن تقوموا بما هو صواب لأنّكم لا تعرفونه، ولا أن تشكّلوا حكومة مستقلّة لأنّكم لن تقوموا بذلك. لذا كلّما أسرعتم في الرحيل تمكّنا من إعادة اعمار البلد بسرعة أكبر".

وتوجّه الجميّل إلى "الصبايا والشباب الّذين انتفضوا في 17 تشرين والّذين شعروا بالمسؤوليّة الكبيرة وتحملوها"، مركّزًا على "ضرورة عدم السماح لهذا القرار بالمرور لأنه قرار مصيري لكل اللبنانيين. فإذا تم رفع الدعم او استعمال الاحتياطي الاستراتيجي فسنذهب في الحالتين الى انهيار كامل للبلد". ونوّه إلى أنّ "علينا أن نكون جاهزين للتحرك من جديد في مواجهة قرار سيؤثر على حياة الجميع، وسيدفع ثمنه كلّ فرد منّا أكان شابًا أو صبيّةً، أبًا أو أمًّا". ورأى أنّ "لا خيار سوى في انتاج مجلس نيابي جديد وطبقة سياسية جديدة تستعيد ثقة الناس و​المجتمع الدولي​ وتقوم بالاصلاح الحقيقي متحررة من حسابات ​المحاصصة​ و​الفساد​. حان الوقت لأن نتحرر من كل ما سبق لبناء لبنان جديد على ايدي اناس جدد لا يساومون على حياتنا وحياة اولادنا".