ركّزت صحيفة "​الفايننشال تايمز​" البريطانيّة، في مقال رأي بعنوان "​تركيا​ هي الصداع الرئيسي الآخر ل​أوروبا​"، على أنّ "بين التحديات الأُخرى لقمة ​بروكسل​، مراجعة علاقة الكتلة الأوروبية مع تركيا، الّتي تقترب من الإنفجار مع عدم وجود أيّ مؤشّر على أيّ شيء يحلّ محلّها".

ولفتت إلى أنّ "​الاتحاد الأوروبي​ ساعد في فصل تركيا عن مراسيها الغربيّة"، ورأت أنّ "الاتحاد الأوروبي شدّد على مخاوفه بينما تجاهل مخاوف ​أنقرة​ واعتبرها تتصرف بسوء نيّة"، مشيرةً إلى أنّ "أنقرة كانت تتوقّع على الأقل ترقيةً للاتحاد الجمركي الّذي دخلت فيه مع الاتحاد الأوروبي في عام 1995، بالإضافة إلى إجراءات بشأن الإعفاءات من التأشيرات والحوار المنتظم. الآن لم يعد هناك حوار للصم".

وذكرت الصحيفة، بحسب المقال، أنّ "السبب في ذلك هو عمليّات التطهير الواسعة الّتي قام بها الرئيس التركي ​رجب طيب اردوغان​ في أعقاب محاولة الانقلاب العنيفة في تموز 2016، ولا يزال القمع يُستخدم لخنق الانشقاق وعرقلة المعارضة"، مبيّنةً أنّ "بعد ثلاث فترات كرئيس للوزراء، صعد اردوغان إلى منصب الرئاسة واندفع نحو حكم الرجل الواحد، ما جعل تركيا غير مؤهّلة لعضويّة الاتحاد الأوروبي".

وشدّدت على أنّ "اردوغان قد خلص إلى أنّ نشر القوّة الصلبة في الخارج يخدمه بشكل أفضل من التوافق مع القوّة الناعمة الضعيفة للأوروبيّين المنافقين. من ​سوريا​ إلى ​ليبيا​، يبدو أنّه عازم على الوحدويّة العثمانيّة الجديدة. إنّه يطالب ببحر إيجه وشرق ​البحر المتوسط​ وثرواته الغازية"، مؤكّدةً أنّ "تركيا عميل صعب. وهي عضو في ​الناتو​ لكنّها تشتري أنظمة دفاع جوي روسيّة. إنّها عضو في ​مجموعة العشرين​ لكنّها تستضيف "​حركة حماس​"، وهذه الصعوبة ليست فقط بسبب اردوغان".

كما أوضحت أنّ "رغم ذلك، لا يزال لدى الاتحاد الأوروبي وسائل ضغط. فأكثر من نصف التجارة والاستثمار التركي هو أوروبي، وتركيا بحاجة ماسّة إلى اتحاد جمركي معزّز، يمكن أن تساعد قواعده في تعزيز سيادة القانون المتداعية. لكن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يكون أكثر يقظة تجاه الأشياء الأخرى التي قد تريدها تركيا". ونقلت عن مسؤول تركي كبير استهانته بما يراه "هدفًا إماراتيًّا هو استبدال تركيا في عيون الغرب، عبر تطبيع علاقات ​أبو ظبي​ مع ​إسرائيل​، ما دفع تركيا إلى التحرك لرأب الصدع المستمر منذ عقد من الزمن مع الإسرائيليّين".