حذر ​السفير البريطاني​ في ​العراق​ ستيفن هيكي، من "تكرار سيناريو "داعش" في حال انسحاب ​القوات الأميركية​ و​التحالف الدولي​ من البلاد"، مشددا على ضرورة "اتخاذ رد فعل مناسب ضد فصائل "الكاتيوشا" لعدم التاثير على استقرار البلاد فضلا عن استثماراته واقتصاده".

ولفت هيكي إلى إن "رئيس الوزراء ​مصطفى الكاظمي​ عقد اجتماعاً قبل شهرين مع سفراء 28 دولة من ​الاتحاد الأوروبي​ و​الولايات المتحدة​ و​افريقيا​ وآسيا لمناقشة موضوع الهجمات الصاروخية ضد ​السفارة الأميركية​"، موضحاً أن "القلق كان ينتاب جميع السفراء في العراق بسبب هذه الهجمات، وأيضا كان في الاحتمال أن يكون هناك انسحاب من السفارة الأميركية من العراق بسبب تلك الهجمات".

كما أكد أن "الحوار ناقش إمكانية تحسين مستوى الأمن للدبلوماسيين والسفارات في بغداد"، مبيناً أنه "ثمن خلال اللقاء الجهود المبذولة من ​الحكومة العراقية​ لتحسين مستوى الأمن وتوفير حماية للدبلوماسيين ،لكن في نفس الوقت شجعت الحكومة العراقية على تحسين مستوى الأمن".

وشدد على أن "اللقاء شهد طرحاً ايجابياً ،وكان مثمراً في النتائج والاتفاقات ،حيث شهدت بغداد بعد ذلك تحسناً في مستوى الأمن ،وتوقفاً في اطلاق الصواريخ ضد السفارة الأميركية ،ولم يكن هناك انسحاب للسفارة الأميركية من مقرها في بغداد"، مؤكداً أن "استهداف ​البعثات الدبلوماسية​ يشكل تحدياً كبيراً جداً في العراق وله تأثير سلبي في الاستقرار والاستثمار والاقتصاد".

وأوضح هيكي أن "الاستراتيجية البريطانية في العراق لن تتأثر بسبب استهداف البعثات الدبلوماسية"، لافتاً إلى أنه "يجب على الحكومة العراقية أن يكون لها رد فعل مناسب من ​القوات المسلحة​ العراقية ،وأن ​بريطانيا​ تدعم مؤسسات الدولة ،وتوفر دعماً للجيش العراقي ،وللحكومة العراقية ،ومن المستحيل أن تتخذ بريطانيا إجراءات بشأن هذا الموضوع".

وأفاد بأن "الرد على تلك الهجمات ستترك للحكومة العراقية لتتخذ إجراءاتها اللازمة ضد المتورطين والمسؤولين عن هذه الهجمات، وأن بريطانيا لديها دعم للبرنامج الأمني، خاصة في مجال التدريب، وعندما تعرضت إحدى المركبات الدبلوماسية التابعة للسفارة البريطانية لهجوم في بغداد قبل شهرين، تم الحديث مع جميع الأحزاب والزعماء في العراق عن هذا الموضوع ،وكان ردهم بالاجماع ضد الهجمات على السفارات والبعثات الدبلوماسية".

وأشار السفير البريطاني إلى أن "استمرار الدعم الدولي والتعاون مع العراق مهم جداً لمواجهة تهديدات داعش في بعض المناطق"، مبيناً أن "التحالف الدولي موجود في العراق بدعوة من الحكومة العراقية في العام 2014 ،ولكن للأسف إلى الآن هنالك تهديد من داعش ،خاصة في المناطق المتنازع عليها ،وأن استمرار الدعم والتعاون هما أمران مهمان جداً بين التحالف الدولي و​المجتمع الدولي​ والحكومة العراقية ،وفي نفس الوقت إن كان هنالك طلب من بعض السياسيين لانسحاب القوات الأجنبية لا سيما مع وجود قرار نيابي بشأن موضوع انسحاب القوات الأجنبية ،وهذا أكبر من التحالف الدولي".

وأعرب عن اعتقاده بأن "هنالك حلاً دبلوماسياً وسلمياً في ما يخص هذا المجال، لأن التهديد من داعش يختلف اليوم مقارنة في السنوات الماضية، وبالتالي إن شكل وهيكلية التحالف الدولي سيكونان مختلفين في المستقبل وسيشهدان تغييراً وستشهد هذه اللحظة حوارات بين التحالف الدولي والحكومة العراقية في هذا المجال". وعبر عن تفاؤله بأن "تعمد ​الإدارة الأميركية​ الجديدة إلى تشكيل اتفاق واستراتيجية جديدة في ​محاربة داعش​"، مؤكداً أن "الأهم احترام السيادة العراقية ،ويجب أن يكون هنالك تعاون من الحكومة مع التحالف الدولي لمحاربة داعش".