رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​فادي علامة​، ان "اكثر من جهة سياسية غير مرتاحة للاستنسابية التي يتم فيها فتح الملفات القضائية"، واصفا هذه "الاستنسابية بالنتيجة الطبيعية لتعطيل ​التشكيلات القضائية​، خصوصا انه تم استغلال هذا التعطيل لغايات سياسية ما عادت خافية على احد"، محذرا بالتالي من "الطريقة الاستفزازية التي يعتمدها البعض في مقاربة ملفات ​الفساد​، لان من شأنها تأجيج الوضع الطائفي والمذهبي وأخذ البلاد الى مكان مرفوض".

ولفت علامة في حديث لصحيفة "الأنباء" الى أن "تسخير ​القضاء​ لغايات سياسية شعبوية، مرفوض بالمطلق، وان كل ما نشهده من استدعاءات واستجوابات وادعاءات، يزيد الامور تعقيدا، ويقحم البلاد في نفق من السجالات العقيمة، ففي وقت يتطلع فيه ال​لبنان​يون الى حكومة تنتشلهم من الغرق، ويراقبون بقلق ما سيئول اليه مصير الدعم للمواد الاستهلاكية، نرى البعض يتعمد إلهاء الساحة الداخلية بأمور خلافية لا طائل منها سوى اثارة النعرات الطائفية والمذهبية"، متسائلاً عن "توقيت ادخال البلاد في الكيديات على حساب لقمة عيش اللبنانيين، وجر البلاد الى مكان مرفوض، فيما اولوية الاهتمامات يجب ان تعطى لتشكيل حكومة توقف التدهور الاقتصادي عبر التفاوض المنتج مع ​صندوق النقد الدولي​، حكومة قادرة على اجتراح الحلول وبناء شبكة امان اجتماعي، مستدركا بالقول: «العقلاء الذين عايشوا مرحلة الحرب الاهلية الممقوتة، يدركون كيفية ضبط هذا التصعيد المتعمد توقيتا وأهدافا، ولديهم ما يكفي من حكمة وتبصر لمنع تكرار انزلاق البلاد الى ما لا تحمد عقباه".

وردا على سؤال حول ما تسرب عن الوزير السابق ​جبران باسيل​، بأنه لن يرضى بحصة في ​الحكومة​ اقل مما ناله ​الثنائي الشيعي​، أكد علامة ان "الكيديات ايا يكن مصدرها، لن تصل الى ​تحقيق​ المطلوب منها، فلا احد في لبنان يستطيع ان يفرض رأيه وتوجهاته على الآخرين، خصوصا ان الامور في لبنان تقاس بمعيار التوافق الجماعي، وليس بمعيار شد العصب الشعبي، او بمعيار الاستنسابية في التعرض لكرامات الناس، منبها بالتالي من محاولات تجييش الشارع لغايات شخصية مطلبية، خصوصا ان القاصي والداني يعلم انه ليس من السهل ضبط الشارع حال انفلاته وخروجه عن السيطرة".

وعن صحة وجود توجه لاستيلاد حلف ثلاثي قوامه بري ـ ​جنبلاط​ ـ ​الحريري​ في مواجهة تعطيل فريق العهد للتشكيلة الحكومية، أكد علامة انه "لا معلومات لديه تؤكد او تنفي هذا المعطى، لكن بغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، علينا ان نصل بأسرع وقت الى ​تشكيلة حكومية​ لتجنيب لبنان من الانزلاق الى المجهول، خصوصا ان التدهور الاقتصادي والنقدي، الى جانب المناكفات السياسية، يشكلان بيئة حاضنة لجهات خارجية تتربص بلبنان وتتحين الفرص لإشعال الساحة الداخلية".