أشار ​وزير الصحة​ العامة في حكومة تصريف الأعمال ​حمد حسن​ إلى أن السلالة الجديدة من الفيروس "يبقى وقعها من الناحية الإجرائية على الأرض مقبول، ولقاح فايرز يؤثر بشكل فعال على هذا الفيروس"، لافتاً إلى أن "التزامنا وسلوكنا الوقائي هو الذي يجب ان يقينا من الفيروس قبل وصول اللقاح في شباط المقبل".

وأكد حسن، خلال حديث تلفزيوني، أنه "من الواضح أن السلالة الجديدة سريعة الإنتشار، لكن المعطيات البحثية لم تقول بعد أن تأثيره أقوى. نحن لا خيار لدينا سوى انتظار اللقاح والوقاية"، موضحاً أن "اللجنة العلمية لمكافحة ​كورونا​ ب​وزارة الصحة​ ستجتمع غدا، وسنبحث ما هي الإجراءات التي ستتخذ بالنسبة للوافدين عبر لندن او منها وهم 170 أو 200 وافد في النهار الواحد، وسنعيد لهم الفحص، وسنشدد الاجراءات الاحترازية، ومن الممكن أن نعود لحجر إلزامي".

كما شدد على أن "الإجراءات التي تؤخذ بالعديد من الدول الاوروبية من إغلاق مفاجئ، يدعونا لأخذ هذا الموضوع بشكل جدي مع الاخذ بالاعتبار الكم من المسافرين الذين حجزوا تذاكر لقضاء الأعياد في ​لبنان​، وأعتقد انه من المبكر ان نبدأ بإلغاء الرحلات من ​بريطانيا​"، مفيداً بأن "الإجراءات لن تتغير".

ولفت حسن إلى أنه "في بداية الجائحة كل المختبرات الخاصة بعد تعاونها بدأت بتلقي الأموال نقداً، حينها ​الجامعة اللبنانية​ كانت الملجأ والمنقذ، حيث استنفرت مع كلية العلوم وكانوا يتولون القيام بكل فحوصات الوافدين إلى لبنان عبر الحدود كافة، واليوم المشكلة مع الجامعة اللبنانية هي بآلية الدفع، حيث يتم تحويل الأموال لحسابهم من "الميدل ايست" وشركة الخدمات الأرضية المدنية"، موضحاً أن "آلية الدفع فيها ضوابط وأنا أقول ل​وزير التربية​ في حكومة تصريف الأعمال ​طارق المجذوب​ اننا اليوم بحالة تعبئة عامة ومررنا بحالة طوارئ، ومع الواصلين من لندن يتطلب أن نكون عل قدر التحدي لتذليل المشاكل الللوجستية". وأفاد بأنه "سنجد الحل مع رئيس الجامعة اللبنانية وكما وقفت هي معنا سنكون نحن معها وسنجد الحل".

وأوضح أنه "منذ أيلول الماضي تم تسجيل أكثر من 5 تحولات بسيطة لكورونا، ولم تخلق مشكلة لأنهم كانوا يتتبعون التركيبة وهي بنسبة عالية جدا شبيهة للنسخة الأساسية واليوم السلالة الجديدة انتشارها أسرع فقط"، مشدداً على أنه "يجب ان ننتظر، ومهما حصل تحولات بتركيبة الفيروس يبقى سلوكنا الحامي والواقي الأول والأخير من التقاطه، إلى حين التأكد من الخصتائص الجديدة له".

كذلك أكد أنه "لا يمكننا ان نمنع من وصول السلالة الجديدة من الفيروس إلى البلد، وهو سيدخل كما كل الفيروسات التي من خصائصها أن تتحول. ولكن نتأمل أن تئثر التغيرات في تركيبته على نسب الوفيات". وأكد أنه "حين تغلق البلد هناك هدفين مهمين، حيث أنه لا يمكن تخفيف عدد الحالات لكن نحاول تخفيف النسبة الإيجابية قليلاً ونطيل الموجة اسبوعين. ونحن كما الكثير من الدول، جهوزينا متواضعة وعلى سباق دائم مع الوقت"، مشدداً على أن "معيار فتح وإقفال البلد اليوم هو عدد الأسرة ونحن في الإقفال الأخير نجحنا جزئيا".

ولفت حسن إلى أن هناك "عيد مقدس يعنينا كثيرا لكن هناك جائحة ووباء خطير، بالتالي عند الإصرار على تمديد المرافق الخدماتية قلت لهم أنه يجب ان تنتبهوا لمعيار أننا إذا وجدنا عدد الأسرة يضمحلّ، سنطرح توصية مرة اخرى وسنطلب إقفال لاحق".

وبما يخص اللقاحات، أشار حسن إلى أنه "حتى شهر شباط المقبل، سيكون لدينا مناعة مجتمعية بقيمة 15 إلى 20% وكوفاكس سيؤمن مناعة من الفيروس لـ 20%، وفايزر سيؤمن مناعة بنسبة 15 إلى 30%، في وقت القطاع الخاص سيشتري 10 إلى 15% من اللقاحات"، مؤكداً أن "المعطيات إيجابية لشراء اللقاح من ضمن قرض البنك الدولي البالغ قيمته 120 مليون دولار، حيث أن هناك حوالي 18 مليون دولار سيتم صرفهم على الفيروس، ونحن اتفقنا على مليون ونصف لقاح ونحاول إيجاد لقاحات مجانية للاجئين على الأراضي اللبنانية".

وأكد أنهم يعطون أملاً "مبنياً على وقائع علمية، واللقاح في منتصف شباط سيكون لدينا"، موضحاً أن "المبلغ تحول من وزير المالية، وأصبح موجود في موازنة وزارة الصحة، ونحن سندفع في 27 كانون الأول الدفعة الأولى التي ستكون 4 مليون ونصف دولار على سعر 1515، فحاكم مصرف لبنان وافق على دفعها بالدولار، ومن تاريخ امضاء العقد بـ 8 أسابيع سيكون لدينا اللقاح".

كما أفاد بأنه شكل "لجنة وطنية لإدارة لقاح كورونا برئاسة عبد الرحمن البزري، مؤلفة من حوالي تقريبا 20% عضو من كل النقابات والقطاعات"، لافتاً إلى أنه "سيتم بالدرجة الأولى إعطاء لقاح كورونا للقطاع الصحي بعدها الفئات العمرية المتقدمة، فنحن اليوم أخذنا بالترصد الوبائي لنرى الفئات الأكثر التي كانت فيات كورونا منها في لبنان (مرضى السكري، القلب والشرايين، الضغط، مشاكل الرئة، الحساسية...) هنا نحدد الأولوية وبهذه الآلية سيتنم العمل بشفافية كاملة وبمتابعة المعنيين".

وأشار حسن إلى أن "اللقاح سيصل البلاد على 4 مراحل، ونحن والشركة ضمانة لأن يصل اللقاح إلى اللبنانيين من دون أي سمسرة"، موضحاً أنه "سنبدأ بالتعاون مع وزارة الإعلام مواكبة وتسجيل الراغبين بأخذ اللقاح، كما بدأنا بوضع استمارة، وسيكون لدينا فرق مدنية تطوعية للمشاركة بنقل هذه المعلومات والمواطنين الذين لا يمكن ان يأتوا لأخذ اللقاح. كذلك نحن من خلال المستشفيات الحكومية وفرق الترصد، سنتعاون مع الجمعيات العلمية والطبية بنقابة الأطباء".

بموازاة ذلك، أوضح حسن أن "المستشفيات الخاصة للأسف تسير بدبدبة وكانت تسير كالسلحفاة. وزارة الصحة العامة بظرف شهرين وضعنا عقود مصالحة بقيمة 450 مليون ليرة وقمنا بمجهود استثنائي. انا حولت لوارة المالية أموال المتعلقة بالعام 2019 كله وبالـ6 اشهر من العام 2020، فوزارة المالية حولت 55 مليار الأسبوع الماضي للمستشفيات الحكومية والـ55 مليار للمستشفيات الخاصة ستصلها هذا الأسبوع". وشدد على أنه "اليوم هناك 420 سرير فارغ في المستشفيات اللبنانية، وانا بحاجة لأسرة عناية فائقة. اليوم ركبنا المس المتنقلة في صير الضنية".

بموازاة ذلك، أفاد حسن بأن "هناك شبكات تهرب للدواء، ونحن عملنا بإجراءات غير شعبية. في 3 اسابيع، اكتشفتا أن هناك 137 مريضاً يأخذ ذويهم الأدوية المجانية التي توزعها وزارة الصحة لهم وهم يعيشون في الخارج".