لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال بعنوان "صفقات ترامب الملتوية لن توفّر أي سلام في ​الشرق الأوسط​"، إلى أنّ "صفقات السلام الّتي تتلاعب بالعدالة وتعاقب الضعفاء وتحرّكها الأطماع وتَعتمد على الابتزاز ومبيعات الأسلحة، ليس لها أي علاقة بالسلام الفعليّ، وفي الغالب لن تحقّق أي قدر منه، وقد شهد الشرق الأوسط الكثير من هذه النوعيّة من الصفقات الّتي تحابي ​إسرائيل​ وكلّها مرتبطة ب​البيت الأبيض​".

وأشارت إلى أنّه "في الوقت الّذي تقترب فيه فترة وجوده في البيت الأبيض من نهايتها، يبدو أنّ الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ منخرط في صفقات تجاريّة بالنسبة للسياسات الخارجيّة، وأنّه يعمل نيابة عن إسرائيل لدرجة أنّه سخر من الحقوق التاريخيّة للفلسطينيّين".

وركّزت الصحيفة على أنّ "​الإمارات​ و​البحرين​ بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أعلنتا القطيعة من خطّة السلام العربيّة الّتي أعلنت عام 2002 والّتي تشترط وجود دولة مستقلّة ذات سيادة كاملة للفلسطينيّين"، مبيّنةً أنّ "كلّ ذلك انتهى بوعود أميركيّة بصفقات اقتصاديّة وأسلحة متطوّرة وفرص استثماريّة".

وأوضحت أنّه "لا يوجد شيء يجعل إسرائيل تشعر بالفخر، فالإمارات والبحرين دولتان يحكمهما نظام فردي ولديهما تاريخ من سجن وتعذيب النشطاء والمعارضين وانتهاك حقوق النساء والمهاجرين، كما أنّه لا يمكن الاعتماد على أيّ من النظامَين في حال نشوب الحرب بين إسرائيل والعدو المشترك ​إيران​، كما أنّ الجيش الإماراتي لم يشتهر سوى بقصف المدنيّين في ​اليمن​ و​ليبيا​". وذكرت أنّ "ترامب ضغط على ​السودان​ للتطبيع مع إسرائيل، كما انقلب على الالتزام الأميركي القائم منذ عقود بخصوص إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، لكي يؤمّن اعترافًا رسميًّا بإسرائيل من جانب ​المغرب​".

كما شدّدت على أنّ "بالنسبة لترامب، فإنّ عقد اتفاق بين ​السعودية​ وإسرائيل هو ما يَعتبره شخصيًّا من النواحي السياسيّة والاقتصاديّة صفقته المتوية المعروفة بـ"صفقة القرن"، وهو لا يعير انتباهًا لمعرفة كم الوعود الّتي تهدرها ولا الجهات المتأذية منها".