رأى مستشار رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، ​داوود الصايغ​، أنّ "لا بديل عن هذا النظام بمفهومه النبيل، وهو نظام قائم على عمودَين: القوانين والوفاق"، مشيرًا إلى أنّ "أحد السياجات المطلوبة للنظام هو ​القضاء​. اليوم، هناك مشروع قانون في ​مجلس النواب​ لحماية استقلاليّة القضاء، وهذا أمر جديد عندنا ونتمنّى أن يتم إقراره، ويُفترض أن يكون القضاء مستقلًّا حتّى من دون قانون جديد"؛ مشدّدًا على أنّ "من دون قضاء مستقل وفاعل، لا يمكن أن تقوم دولة المحاسبة والمساءلة".

وأوضح في حديث إذاعي، إلى أنّ "الحلّ لا يكون بطرح نظريّات لتغيير النظام والنصوص، بل الأمر متعلّق بالممارسة. النصوص وليست منزلة، لكن الدستور ال​لبنان​ي من أقدم الدساتير، وتمّ تعديله في وثيقة الوفاق الوطني، الّتي حافظت على الصلاحيّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة، الّذي هو لاعب سياسي أساسي وممثّل المسيحيّين في السلطة ورئيس المؤسّسات". وركّز على أنّ "لا لزوم لمحاولة احتكار السلطة أو الحكم، أو استعادة صلاحيّات".

ولفت الصايغ إلى أنّ "بدعة حصّة رئيس الجمهورية لا يجب أن تكون موجودة، فالرئيس فوق الجميع وفوق الصراعات والنزاعات. وينقصنا اليوم وجود 7 أو 8 أشخاص مجرّدين، يقولون إنّهم لا يريدون شيئًا". وبيّن تعليقًا على الزيارة الأخيرة للحريري إلى ​بكركي​، أنّ "التشاور مع بكركي هو تشاور دائم، منذ أيّام رئيس الحكومة الرحل ​رفيق الحريري​، وبكركي مرجعيّة وطنيّة بقدر ما هي مرجعيّة روحيّة".

وأكّد أنّ "الحريري لديه احترام لمقام ​رئاسة الجمهورية​، وفي الـ12 جلسة الّتي عقدها مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، لم يصلا إلى اتفاق، لأنّ الحريري مصرّ على رؤية معيّنة، والرئيس عون لم يشاركه بها". وذكر أنّ "بعد الجلسة 12، أعلن القصر الجمهوري أنّ عون قدّم للحريري رؤيةً، وبرأيي هذا مخالف للدستور، الّذي تقول المادّة 64 فيه إنّه الرئيس المكلّف ب​تشكيل الحكومة​ يجري استشارات التأليف، ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم التشكيل؛ أي أنّ هناك عمليّة مشتركة بين الجانبين".

وأفاد بأنّ "الدساتير لا تلحظ كلّ أنواع الحالات، لأنّ المشترع الدستوري يَفترض أنّ المسؤولين لديهم حسّ بالمصلحة العامّة وحسن تسيير الأمور، وهو مثلًا، لا يلحظ فترةً لتأليف الحكومة"، مشدّدًا على أنّ "الصراعات الداخليّة فضحتنا أمام العالم. رأوا أنّ لبنان الرسالة يحكمه أشخاص يؤلّفون طبقًة سياسيّةً، وصفهم الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ بالخونة، وطالبهم ​البابا فرنسيس​ أن يضعوا مصالحهم جانبًا". وأفاد بأنّ "الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل للإنقاذ هي تأليف هذه الحكومة".