يسأل مراقبون يتابعون الوضع اللبناني، ولاسيما ال​مسيحي​، والماروني بصورة خاصة، عن ​الفائدة​ التي تجنيها قوى مسيحية مثل ​القوات اللبنانية​، ​الكتائب اللبنانية​، ​المردة​، من التصويب على ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​. وهل تستطيع هذه القوى -كما تزعم- الفصل بين الرئيس وموقع الرئاسة؟ ان ما يفعله هؤلاء يضعف هذا الموقع. فاذا كان الرئيس الاكثر شعبية، وصاحب الكتلة الاكبر في تاريخ المجالس النيابية، عاجزا عن الحركة وقيادة دفة الحكم بالصلاحيات الضئيلة التي ابقاها له ​الطائف​، وهو من نتاج هذه القوى، وآخرين، فهل الرئيس الذي سيخلفه، وهو لن يكون بقوته وقدرته حتما، سيكون قادرا على الاقلاع آلامن؟.

بصريح العبارة الدكتور ​سمير جعجع​ لن يستطيع بلوغ الرئاسة فدونها عراقيل وعراقيل هو ادرى بها، ولو اظهر مكابرة، و​سامي الجميل​ هو من اخرج نفسه من معادلة ​السلطة​ التي لا عودة اليها الا بعملية انقلابية سياسية واسعة لا تزال شروطها غير متوافرة. اما ​سليمان فرنجيه​ الساعي اليها فلن تكون متاحة له بعدما تلطى خلفه اخصام ​الرئيس عون​ للنيل منه. وهذا ما ولد نفورا بين اطراف الصف الواحد واحرج حليف الفريقين الرئيس: ​حزب الله​.

ان الاجواء السائدة توحي الا انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري، ولذلك يحتدم صراع الحصص حول ​الحكومة​ المنتظرة.

واذا حصلت ​الانتخابات الرئاسية​ سيأتي -كما يرى المراقبون‐ رئيس ضعيف، باهت، سليب الارادة، مستتبع لاحدى الرئاستين: الثانية والثالثة، وللزعيم الدرزي ​وليد جنبلاط​، ولا يبقى له سوى التشريفات، وتقدم المسؤولين في المناسبات الرسمية والعامة، والقاء الخطب التافهة الخالية من اي نبض. بصريح العبارة سيكون هناك رئيس معتادا على تلقي "السحاسيح" دون ان ينبس ببنت شفة. رئيس لقبا ولكن بفاعلية ادنى من "الباش كاتب"

لتبتهج القوى المسيحية التي صوبت على الرئيس القوى بفعل ما يستودع صدرها من غل وحقد.

حالة واحدة يمكن الا يأتي فيها رئيس لا يتلقى "السحاسيح" وهو ان يكون القادم الجديد الى ​بعبدا​ من ​الجيش​، ومع ان القصة اصعب حاليا، فهل ننسى ان العماد ​اميل لحود​، والعماد ميشال عون وفدا من ​المؤسسة العسكرية​ الى الرئاسة، وكان ما كان من امر معاناتهما المعروفة من الجميع.

اما العماد مبشال سليمان، فاكتفى من ​رئاسة الجمهورية​ باللقب، واداء دور "شاهد ما شافش حاجه". بعد الرئيس عون يخشى ان تتحول الرئاسة الى "مجرد ورقة معلاق". هذه هي الاثار المباشرة لحملة القوات، الكتائب والمردة. من دون ان يتذكر الاخيران معاناة الرئيسين سليمان فرنجيه و​امين الجميل​ اللذين حظيا بالتفاف مسيحي واسع في احلك الظروف واقساها، على الرغم من الخلافات الكثيرة والكبيرة التي كانت لهما مع قيادات مارونية فاعلة.