أكد ​السيد علي فضل الله​ أن تقديم التهنئة إلى المسيحيين في اعيادهم يدخل في إطار الاحترام المتبادل والانفتاح والتواصل بين اتباع الأديان والرسالات السماوية ويعزز قيم ​المحبة​ والتسامح ويشد من أواصر الوحدة الوطنية رافضاً الحديث عن الحرمة الشرعية في ذلك.

واعتبر السيد فضل الله في درس التفسير القرآني، ان الواقع السياسي في البلد يعيش ازمة ثقة ولاسيما في عميلة ​تأليف الحكومة​ التي تخضع إلى عوامل وضغوط داخلية وخارجية ابتداء من الصراع على الحقائب والحصص بهدف السيطرة على قرارها أو بفعل الضغوط الخارجية أو بانتظار متغيرات إقليمية ودولية يريدها هذا الطرف أو ذاك لحساب موقعه في عملية التفاوض.

واسف سماحته امام كل هذا الواقع المآساوي الذي يعيشه الوطن ان تبقى هذه الطبقة السياسية متلهية في صراعاتها ولا مبالاتها بتحمل المسؤولية في انقاذ هذا الوطن من ازماته ووقف عملية الانهيار التي دخل بها، متسائلا متى نصبح مجتمعا واعيا وناضجا يحاسب ويراقب ولا ينخدع بكلمات معسولة من هنا وهناك او بعمليات تخويف ​الطوائف​ والمذاهب من بعضها البعض.

واستبعد سماحته حدوث حرب شاملة ومدمرة في المنطقة لان كل الأطراف اصبحت لديها الكثير من أوراق القوة وان نتائجها ستكون كارثية على الجميع، مبديا تخوفه من وقوع ضربات محدودة او عمليات اغتيال في الوقت المتبقي من ولاية ​ترامب​، مشيرا إلى ترافق ذلك مع زيادة الضغوط الاقتصادية على المنطقة.

وحذر سماحته من خلفيات فتنوية تقف وراء فيلم "سيدة الجنة"، معتبرا انه يهدف إلى اثارة الحساسيات المذهبية بين ​السنة​ و​الشيعة​ ويسعى لضرب كل مساعي الوحدة والتقريب خدمة لأهداف واجندات خارجية من خلال استحضار احداث التاريخ واسقاطها على الحاضر.

وتقدم سماحته بالتهنئة إلى اللبنانيين بمناسبة حلول عام جديد داعيا الله أن يجعله عام خير وبركة ووحدة واستقرار وسلام على اللّبنانيين و​العالم​ وان يكون محطّةً للفرح والتزود الروحي والعطاء والوعي وتحمل المسؤوليّة.