أشارت ​نقابة محرري الصحافة​، إلى أنّ "الموت غيّب وجهًا صحافيًّا لامعًا، وإعلاميًّا بارزًا أدّى أدوارًا كبيرة نقابيًّا ومهنيًّا، هو الزميل حسين قطيش عن 86 عامًا، أمضى 65 منها في بلاط صاحبة الجلالة، مالكًا لمجلة ورئيس تحرير لها، ومديرًا لصحف ومجلات، وكاتبًا ومحرّرًا ومندوبا ومراسلًا، ومحلّلًا، ومستشارًا إعلاميًّا في رئاسة ​المجلس النيابي​. وكان عضوًا في مجلس ​نقابة الصحافة​، قبل أن يستقرّ به المقام على جدول نقابة محرري الصحافة ال​لبنان​ية".

ولفتت في بيان، إلى أنّ "الزميل الراحل كان دائم الحضور في جميع الاستحقاقات الوطنيّة والصحافيّة والنقابيّة، وكان يتابع الملفّات المتّصلة بها بدأب، ويقدّم الدراسات والاقتراحات حول مشاريع القوانين الخاصّة بتطوير القطاع الإعلامي وتحديثه".

وقد نعاه نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، قائلًا: "تودّع الصحافة اللبنانية مع انصرام هذا العام، واحدًا من فرسانها الّذين ما غادروا الميدان إلّا بعدما كبا جواد العمر بهم، فسقط مضرجًا بحبر يراعته الّتي خطت حكاية طموح، وقصّة نجاح مع ذاك الفتى الجنوبي الّذي خاض معترك الصحافة، زاده الطموح، والرغبة في العطاء ملتزمًا الحقيقة، معتصمًا حبل الحريّة الّتي جعلها قانون إيمان يسيّر حياته المهنيّة، وأرادها القبس الهادي لزملائه في المهنة".

وأكّد أنّه "نقابي من طراز رفيع، يتابع الملفّات العائدة للمهنة، يعمل على تقديم الاقتراحات والمشاريع الرامية إلى تحصينها، جادًّا في الانكباب على كلّ مشروع يطرح للتداول، متسلّحًا باطّلاع واسع على شوارد المهنة ونظمها؛ حتّى لُقّب تحبّبًا بـ"دالوز" الصحافة اللبنانية".

وذكر القصيفي أنّه "كان عاشقًا للحقيقة، يترصّد الأخبار من منابعها، وغالبًا ما كانت كتاباته وتحليلاته تتّسم بقدر من الموضوعيّة. وعلى الرغم من حماسة مترسّخة في طبعه، ومَيل إلى المواجهة في كلّ أمر يُعرض له ولا ينسجم مع قناعاته، فإنّه يتميّز بطيبة قلب، ونقاء سريرة، وترفّع عن الغل، وجنوح نحو الخدمة بفرح من يتعشّق العطاء".

وشدّد على أنّ "بغياب حسين قطيش، تَفتقد الأُسرة الصحافيّة في لبنان و​العالم العربي​، وجهًا مخضرمًا، لم يكن صفرًا على شمالها، بل طاقة أثرتها وأَعلت مداميكها، إلى جانب زملاء له سبقوه إلى دار الخلد، وآخرين ممّن لا يزالون يشقون بشفا أقلامهم أثلام الصعوبات الّتي تحوط مهنتهم".