أشار البطريرك الماروني الكردينال ​مار ​بشارة بطرس الراعي​، إلى أن "القاضي يجب أن يتحلى بالاجتهاد والسرعة، ويجب أن يبتعد عن التسرع الذي يحول دون الدراسة الهادئة والبطئ الذي يحرم المدعين من تقديم الأجوبة المناسبة لضمان الحل السريع".

وخلال افتتاح السنة القضائية، لفت الراعي إلى أنه "من أجل تأمين الإمكانية الواقعية للمتداعين كي يتبسطوا في براهينهم وحججهم، ومن واجبهم اتباع قواعد أصول المحاكمات التي تضمن لهم حقوقهم في كل مراحل التداعي"، مؤكداً أنه "لا يغيبن عن بال القاضي أن العدالة التي يفصل بها القضية المتنازع بشأنها تحتاج لروح الإنسان".

كما شدد على أنه "بين طرفي اليقين المطلق وشبه اليقين أو الأرجحية، يوجد اليقين الأدبي الذي يقسم أي شك ثابت او منطقي ويترك قائمة الإمكانية المطلقة لإثبات العكس. وهذا اليقين ضروري وكاف لسير العدالة المنظمة من دون إبطاء غير مجد ومن دون تحميل المحكمة والمتداعين اثقالا مفرطة".

وأفاد الراعي بأنه "لا يمكن العبور بأي حال من مجرد مجموعة احتمالات إلى اليقين لأنه يكون عبور من جنس إلى جنس مختلف جوهريا ولكن بالنسبة للعلامات والبينات التي تتواجه مع بعضها البعض، يمكن ان يكون بها أساس واحد ومصدر مشترك وهو الحقيقة الموضوعية والواقع الراهن".

واوضح أن "السعي إلى اكتساب اليقين الأبدي من كل أعمال الدعوة وبيناتها مطلوب ليس فقط من القاضي المقرر الذي يصدر الحكم بل أيضا من القاضيين الآخرين الذين يشكل معهما الهيئة الحاكمة، ومع أنه لا توجد حالة مثلى يجب على كل قاض ان ينظم في رأيه قسم القانون بما فيه من تعليم واجتهاد قوي".

كذلك لفت إلى أنه "في ضوء كل ما رأينا، يجب على القاضي أن يتصف بالمعرفة والمنطق والحكم السليم، وأن يطالع باستمرار اجتهاد المحاكم المدنيةويتملك من قواعد أصول المحاكمات".