أوضح المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، انه "في أول يوم من العام 2021 بعد سنة كارثية من الانهيارات التاريخية، بسبب فشل قرن كامل من طبقات سياسية مارست العمل السياسي بعقلية الأنا الطائفية المرتهنة والإقطاع والنهب بحق وطن ودولة وشعب وثروة، بلد يضاف إليه جائحة ​كورونا​ المطبوخة دوليا في الأفران البيولوجية لدى الشياطين الدولية. نحن نعيش اليوم مفصلا رئيسيا على طريق أزمة البلد، ضمن دوامة انهيار مالي نقدي سياسي لا سابقة لها، وسط هجمة دولية أمريكية تتعامل مع ​لبنان​ على قاعدة الخنق الكامل المتدرج أو الاستسلام، توازيا مع إعادة تجميع المنطقة لصالح الكيان الإسرائيلي بخلفية حرب مختلفة النماذج والأدوار و​الميادين​".

وأضاف: "نؤكد موقفنا التاريخي الذي كان وما زال وسيبقى لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، مع الإصرار والتشدد على الشراكة الكاملة بين المسلمين والمسيحيين، وعلى حماية مشروع ​الدولة​، والسير به حتى الوصول إلى دولة المواطنة الحقيقية التي لا تمييز فيها ولا تطييف ولا تفضيل لفريق على آخر، ولا انتصار لأحد على أحد، ومع رفضنا الكامل والمطلق لأي توطين. كما لن نقبل بأي لعبة ديمغرافية أو فدرالية أو متراسية، ونصر على الاستقرار و​السلم الأهلي​ وأمان اللبنانيين جميعا، مؤكدين على ضرورة تشكيل ​حكومة​ بأسرع وقت، خارج كل الاصطفافات المصلحية والطائفية، فالبلد أيها الساسة بعملكم على حافة الانفجار، والمسؤولية على عواتقنا جميعا ومعا لمواجهة كل مشروع فتنوي يودي بالبلد إلى حرب أهلية. ولهذا سنعمل مع المخلصين، وسنحشد مع الوطنيين والخلص لهذا البلد للعمل على الخروج من هذه المحنة الكارثية، التي تبدأ بالخروج من هذا النظام الطائفي، والدخول في نظام وطني، يوقف هذا الفتك بالبلد والناس، ويخرجنا من هذه العصفورية الطائفية والمذهبية، التي إن استمر الاستثمار فيها من قبل البعض، فسنكون جميعا أمام جهنم حقيقية".

ودعا قبلان إلى "نزع سرطان الطائفية من عقل ​السلطة​ وهيكلها ووظيفتها، لأن تجار ال​سياسة​ لا يجدون أفضل من المتاريس الطائفية لبث الأحقاد والفتن والقطيعة بين ​الطوائف​. وهنا أعلن أننا كمسلمين ومسيحيين عائلة واحدة، ولا مكان للغلبة بيننا، فلا قيمة ولا اعتبار للكثرة والقلة العددية في ما خص عائلتنا الوطنية، سوى أن ​السرطان​ السياسي الطائفي حول الطوائف إلى فدراليات وما زال يتمترس خلفها، وهذا ما ندينه بشدة".