لفت نائب رئيس "​تيار المستقبل​" النائب السابق ​مصطفى علوش​، إلى أنّ "التباعد السياسي بين "تيار المستقبل" و"​التيار الوطني الحر​" كان قائمًا ولا يزال،والتسوية بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​ لم تتمكّن من تخفيف هذا التباعد". وبيّن أنّ "الحريري لم يعطِ برنامجًا لغيابه عن ​لبنان​، لكن التوقّعات أن يعود في بداية الأسبوع المقبل، وهو لن يتوقّف عن المحاولة مجدّدًا للوصول إلى ​تشكيل الحكومة​".

وأوضح في حديث تلفزيوني، أنّ "المحاولة مرتكزة على إقناع الرئيس عون بوجهة نظر الحريري بتشكيل حكومة مهمّة من 18 وزيرًا مستقلًّا، لا الذهاب إلى منطق توسيع الحكومة أو الضغط للاستحواذ على الثلث الضامن، أو السيطرة على الوزارات الأمنيّة"، منوّهًا إلى أنّ "هذه القواعد الأساسيّة الّتي ينطلق منها الحريري، وكلّما اقترب منها عون، كلّما كان تشكيل الحكومة أسرع".

وركّز علوش على أنّ "اللعبة الّتي تُخاض لتوسيع الحكومة، تهدف إلى تخريبها وخلق عقدة درزيّة من جديد"، مشيرًا إلى أنّ "رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​ يطلب أحيانًا الشيء وعكسه، وتعليقاته ليست دائمًا في محلّها، وإلى الآن لا أعرف بعد ماذا يريد".وتساءل عن "الهجمة على الوزارات ذات الطابع الخدماتي، ما دامت الشفافيّة ستكون عنوان المرحلة، وأيًّا كان مَن استلمها وكان صاحب اختصاص، سيتمكّن من القيام باللّازم".

ورأى أنّ "على "​حزب الله​" أن ينكفئ في هذه المرحلة ولا يشارك في الحكومة، إفساحًا في المجال أمام المساعدات للبنان"، مؤكّدًا أنّ "من الأفضل للبلد ألّا تكون الوزارات الأمنيّة محصورة بفريق واحد"؛ ومعربًا عن اعتقاده أن "الحريري لن يتخلّى عن حقيبة الداخليّة". وذكر أنّ "الحريري أكّد أنّ زيارته للخارج هي زيارة شخصيّة مرتبطة باجتماع عائلي، وما دامت غير رسميّة فلا أتوقّع أن تكون هناك لقاءات رسميّة".

كما أفاد بأنّ "في ظلّ المعطيات الحاليّة، احتمال تأليف حكومة قريبًا صعب، ومَن اختار الحريري هو ​مجلس النواب​، والمَخرج أن يوافق عون على تشكيلة يقدّمها الحريري، وتذهب إلى المجلس النيابي". وشدّد على أنّ "قناعتي أنّ عون تاريخيًّا، مستعدّ أن يعنّد إلى حدّ خراب البلد، أي أن يصل إلى التفكّك"، لافتًا إلى أنّ "في هذه اللحظة، تبعات اعتذار الحريري عن التأليف ستكون أسوأ بكثير من عدمه. لكن في النهاية، لا يمكن تحمّل ترف الوقت، والقارارت الحاسمة يجب أن تُتَّخذ في الأيّام القللية المقبلة من قبل الحريري".