لن تتراجع ​وزارة الصحة​ العامة ولو خطوة الى الوراء في معركتها مع ​المستشفيات الخاصة​ وحتى الحكومية التي لم تفتح بعد اقساماً لمرضى ​كورونا​. المواجهة مع كورونا تتطلب جهوزية قصوى لدى كل ​الطواقم الطبية​ لوضع حد لتفشي الوباء لذلك سيصدر الوزير ​حمد حسن​ اليوم قراراً بتخفيض تصنيف عدد من المستشفيات التي لن تستقبل مرضى كورونا بعد تاريخ قراره، على نفقة الوزارة والصناديق الضامنة الأخرى.

ففي التصنيف الذي تضعه وزارة الصحة لتعرفة المستشفيات هناك 3 فئات: t1 و t2 وt3. والمقصود بالـt1 مستشفيات الدرجة الأولى حيث الفاتورة الأغلى على المريض. المستشفيات التي تصنف t1 تقدم فواتيرها الى الوزارة والجهات الضامنة ك​تعاونية موظفي الدولة​ والاجهزة العسكرية والامنية، وتستوفي على أساسه منها مستحقاتها، أي بمعنى آخر إذا خفض الوزير تصنيف ​مستشفى​ من t1 الى t2 أو من t2 الى t3 ستتراجع أسعار هذا المستشفى للعمليات الطبية ومع هذا التراجع، تتراجع أرباح المستشفى حكماً.

لجوء الوزير حسن الى تخفيض التصنيف في هذا التوقيت بالذات، يعود الى 3 أسباب بحسب المصادر المتابعة.

السبب الأول الجهوزية التي يجب أن تكون موجودة في كل المستشفيات لمواجهة تفشي الوباء الذي وضعت أرقام إصاباته ​لبنان​ في دائرة الخطر.

السبب الثاني، يعود الى التوصية التي صدرت عن لجنة كورونا منذ ستة أشهر، وفيها إعتبرت اللجنة ان المستشفيات المصنفة t1 وعددها حوالى 53 في لبنان يجب أن تكون جاهزة لإستقبال مرضى كورونا وهذا أمر لم يتحقق حتى اليوم لا سيما في المسشتفيات الخاصة.

أما السبب الثالث فيعود الى القرار الصادر عن ​مجلس الوزراء​ من حوالي شهرين، والذي رفعت على أساسه تعرفة المستشفيات مقابل أن تصبح مستشفيات الـt1 جاهزة لإستقبال مرضى كورونا خلال أسبوع والـt2 خلال أسبوعين والـt3 خلال 3 أسابيع، وهذا امر لم يتحقق بعد.

لكل ما تقدم سيقوم ​وزير الصحة​ بتخفيض تصنيف المستشفيات التي لم تلتزم قرارات مجلس الوزراء والوزارة، والإضافة الى هذا القرار تتحدث مصادر في وزارة الصحة عن إحتمال اللجوء إلى قرار جديد يمنع المستشفيات التي لم تفتح قسماً لمرضى كورونا من إجراء فحص الـpcr وذلك إنطلاقاً من قناعة أن مواجهة كورونا يجب أن تكون على كافة الأصعدة لا أن تقتصر فقط على عملية تجارية كفحص الـpcr.

"بصراحة لم يعد لدينا من خيار نعتمده مع المستشفيات إلا سلاح خفض التصنيف" تقول مصادر في الوزارة وتضيف "لقد إستنزفنا مع أصحاب المستشفيات كل ما يمكن من إحتمالات للحل ومن دون نتيجة، بينهم من يصر على أنه غير قادر على تجهيز أقسام لمرضى كورونا بسبب الوضع المادي علماً انهم حصلوا على ما كانوا يطالبون به من رفع لتسعيرتهم، وبينهم من يتحجج بأن الشكل الهندسي للمستشفى لا يسمح بتجهيز أقسام والرد هنا هو بأن كورونا وصل إلى لبنان منذ ٢١ شباط الفائت وخلال عشرة أشهر يمكن لصاحب المستشفى أن يهدم طابقاً وأن يبنى آخرَ".

هي واحدة من فصول المواجهة مع كورونا. مواجهة لن تخف حدتها إلا بعد وصول اللقاح الى لبنان في شباط المقبل.