أكّد مستشار ​رئيس الجمهورية​ للشؤون الروسية وعضو اللجنة ال​لبنان​ية-الروسية المشتركة لمتابعة عودة ​النازحين السوريين​ ​أمل أبو زيد​، أن "ال​مؤتمر​ الدولي للعودة الذي عُقد في دمشق اواخر العام الماضي هو بمثابة مسار إنطلق ولا رجوع عنه"، معتبرًا أن "هناك عقبات سياسية تفرضها بعض ​الدول العربية​ والغربية، التي تعتبر أن عودة النازحين قبل الوصول الى حل سياسي يخدم النظام في ​سوريا​، وتريد استخدام هذا الملف كورقة ضغط على ​الحكومة السورية​ لتقديم تنازلات تصب في مصلحة المعارضات السورية".

وفي حديث لـ"النشرة"، شدّد أبو زيد على أن "الجغرافيا السورية باتت بمعظمها آمنة ودور ​المفوضية العليا لشؤون اللاجئين​ كان سلبيًا للغاية في السابق، فالدول التي تمول المفوضية هي ​أميركا​ ومن يدور في فلكها، وبالتالي هذا الدور مفهوم"، موضحًا أن "النازحين في لبنان 3 أقسام، فمنهم من هرب بسبب الحرب وقسم لأسباب سياسية وآخرين لأسباب أمنية، وبحسب المفوضية 84 بالمئة منهم يرغبون بالعودة الى سوريا".

وسأل أبو زيد: "لماذا لا تقوم المفوضية بدفع الأموال للنازحين في سوريا بدل دفعها لهم في لبنان؟ ونرفض الإتهامات ب​العنصرية​ اذا طالبنا باعادتهم الى بلادهم، بل مطالبتنا تصب في مصلحة ​الشعب السوري​"، معتبرًا أن "بعض الدول تعرقل حل هذا الملف لاستخدامه في الإنتخابات الرئاسية السورية، ولكن ماذا لو منع الرئيس ​بشار الأسد​ النازحين في الدول المجاورة من التصويت على غرار ما حصل في ​أوكرانيا​ سابقا"؟.

وأوضح أبو زيد أن "معظم الأزمات التي يعاني منها لبنان على أكثر من مستوى بدأت مع ​الأزمة السورية​، ولبنان يدفع ثمنا كبيرا للنزوح السوري قدّره ​البنك الدولي​ بحدود الـ40 مليار ​دولار​ ككلفة مباشرة، في حين لم يحصل لبنان على ​مساعدات​ كافية كمجتمع مضيف، بل ذهبت معظم المساعدات لجمعيات الـNGOS وهي تدور في فلك الدول المعادية للدولة السورية، وبرأيي لبنان عوقب على موقفه من ​الازمة السورية​"، معتبرًا أن "بعض الاحزاب والقوى السياسية في لبنان لا تتطرق الى الكلفة الباهظة للنزوح كونها كانت في موقف سياسي معين راهن على سقوط الأسد".

وحول بعض الدعوات الى تسليح النازحين على خلفية احراق مخيم في ​المنية​، لفت أبو زيد الى أن "عددهم يقدر بحوالي مليون ونصف، وحتما هناك بينهم بذور لبعض المتطرفين والخلايا النائمة، ولكن ما حصل في ​الشمال​ لا يحمل أبعادًا طائفية، وأي توتر أمني لا يصب في مصلحة أحد لأنه قد يمتد بشكل سلبي".

من جهة أخرى، رأى أبو زيد أن "العودة بالمبدأ لا يمكن أن تحصل الا ضمن بروتوكول تعاون بين ​لبنان وسوريا​، وعلى الحكومة السورية معالجة بعض العوائق القانونية والمادية كما عليها القيام ببعض الخطوات التقنية واللوجستية للمساعدة بالعودة، وموقف لبنان خلال مؤتمر دمشق مؤشر ايجابي على رغبته في حل هذا الملف، وهذا الحل سيصب في مصلحة جميع اللبنانيين"، مذكّرًا بأن "الجانب الروسي كصديق قادر على لعب دور مسهل بين لبنان سوريا".