يعرف المنتسبون الى "​الرابطة المارونية​" ان النائب السابق نعمة الله ابي نصر،هو الرجل الاقوى في الرابطة، وتتكوكب حوله مجموعة من النخب تشكل حضورا بارزا، وكتلة ناخبة مقرّرة، وان كل محاولات للنيل منه لا تستطيع ان تؤثر فيه على الرغم من حملات اعلاميّة موحى بها استهدفته. حاول رجل الاعمال غسان خوري الذي فشل في كسره في ​انتخابات​ رئاسة الرابطة المارونية، الاستعانة ب​القضاء​ لابطال النتيجة،لكنه عاد بخفّي حنين لضعف حجّته، ووهن منطقه. وجرى تأليب المحامي جوزف نعمه، ممثل "​القوات اللبنانية​" في المجلس التنفيذي عليه،مسنودا من اعضاء المجلس ندى ابو سمرا، ​دوري صقر​، ​مسعد فارس​، لرفضه اصدار بيانات ضد ​رئيس الجمهورية​، ولانتقاده ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ الذي تعرض في احدى المرات لموقع الرئاسة الاولى بعنف، وذلك قبل نشوب انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.فالرابطة تدافع عن الموقع ولا علاقة لها ب​تفاصيل​ ​السياسة​ وزواريبها الضيقة. كما حاول البعض استغلال استعفاء نائب رئيس الرابطة مطانيوس الحلبي من منصبه،بناء على طلب ملحّ منه، لاسباب بحت شخصية ومهنية، لكن ذلك باء بالفشل.

ويعتبر ابي نصر ان القوات اللبنانية اخطأت بعدم ايقاف المحامي نعمه عند حدّه لتجاوزه كل ادبيات التعاطي معه، ولم تبذل الجهد الكافي لردعه،مع العلم ان رئيس الرابطة وقبل ان ينتخب نائبا وعندما كان في البرلمان،لم يوفر مناسبة الا ووقف فيها الى جانب ​سمير جعجع​، خصوصا عندما اتّهم ب​تفجير​ ​كنيسة سيدة النجاة​ ب​ذوق مكايل​، والمطالبة بتغيير ظروف سجنه، وسعيه الى العفوعنه.وقد بادلته القوات الشكر بالتصويب عليه وعرقلة عمل الرابطة المارونيّة.

اما وقد اصبح كل من "حرتق" على ابي نصر خارج اللعبة، وبعدانتخاب السفير خليل كرم،والدكتوره كورين ابي نادر خلفا للحلبي وفارس، فان المشهد داخل الرابطة بات مختلفا. فالسفير كرم هو شخصية مارونية تقلّدت ارفع المناصب الاكاديميّة والدبلوماسيّة، وكان امينا عاما سابقا للرابطة، وله علاقات وطيدة مبنيّة على الاحترام والتوازن مع جميع القوى والزعامات اللبنانيّة المسيحيّة والاسلاميّة على حدّ سواء، ويتمتع بثقة البطريركيّة المارونية. وهذا ما يعطي الرابطة دفعا وزخما. اما ابي نادر فهي ناشطة بارزة-من موقعها كطبيبة- في المجالين الاجتماعي والصحي.

وفي نظرة عجلى، فان الرابطة المارونية بامكاناتها الذاتية المتواضعة، قدّمت ​مساعدات​ متنوعة في كل المجالات، ووزّعتها بصمت بعيدا من الضجيج الاعلامي واستغلال لالام الناس،على الرغم ان ذلك لا يدخل في صلب صلاحيّاتها، لانّها ليست جمعية خيريّة ودستورها ونظامها الداخلي يحدّدان دورها كهيئة نخبويّة مارونيّة تؤدّي دورا وطنيّا، الى جانب ​بكركي​، وداعمة ل​رئاسة الجمهورية​، بصرف النظر عن هوية شاغل هذا المنصب.

لابي نصر اخيرا مواقف لافتة من ​الطائف​ الذي نزع عنه "قدسيّته" في الكلمة التي القاها في ​الجمعية العمومية​ للرابطة، الامر الذي استفزّ النائبالسابق ​فارس سعيد​ الذي حاول التحريض ضدّه معتبرا ان نزع هذه القدسيّة محرّم، حاصرا اللوم في ما وصلت اليه الاوضاع برئاسة الجمهورية. وبعد ايام من انتقاد سعيد ومجموعته،كان لابي نصر الموقف المتقدم الّذي اطلقه امام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس ​الراعي​ في حفل ازاحة الستار عن تمثال البطريرك الراحل ​الياس الحويك​ في ​حريصا​، وهو تقدمة من الرابطة المارونية.

هذا الموقف تمثّل بانتقاد للطائف الذي جعل رئيس ​الحكومة​، الرئيس الفعلي للبنان، والحاكم بامره.يومها استمع اليه الراعي باهتمام من دون ان يردّ او يعلق. لكن ثمّة من اراد ان يستطلع رأي الاخير مما اثاره ابي نصر، فلم يجده منزعجا، واستنتج ان هناك موافقة ضمنيّة على ما قال،بل لمس لديه اهتماما متزايدا بدور الرابطة، ورغبته في الافادة من طاقاتها، والتعاطي معها كما ينبغي التعاطي، ايّ كاطار نخبوي متقدم وليس كهيئة اغاثيّة. ومع ذلك، فان الرابطة أولت وتولي اهتماما متزايدا بالجانب الاجتماعي، مع تأكيدها المضيّ بعيدا في أداء مهمّتها الوطنيّة. وهكذا افلح ابي نصر في تسجيل نقاط اضافية في مرمى من يتربص بالرابطة المارونية وبه.

​​​​​​​