أسف عضو ​لجنة التربية النيابية​ النائب ​إدكار طرابلسي​، لأنّ ​لبنان​ غير مجهّز كما يجب للتعليم عن بُعد ولا يعرف كيفية التقاط الفرص، فعندما كنا ننعم ب​السلام​ لم يتم تجهيز المؤسسات التربويّة لهذا النوع من التعليم، معتبرًا أن "ذلك يعود لأن العقل التربوي والسياسي غير مؤمن به بعد، لا بل هو رافض للتقدم في المجال الرقمي".

وفي حديث لـ"النشرة"، ذكّر طرابلسي بالإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي أعدتها الوزيرة السابقة ​عناية عز الدين​ وتمّ دفنها بمجرد خروجها من الوزارة، وهذا يدلّ على عدم اهتمام المعنيين بهذا الملف، مبيّنا أنه "في تاريخ 20 آذار 2019، أي قبل ​الحراك الشعبي​ وانتشار ​كورونا​ وما رفاقهما من ​اقفال​، تقدمت باقتراح قانون حول التعليم عن بعد وتمت محاربته لأن بعض العقول ترفض التقدم".

وأوضح طرابلسي أن "المسؤولين التروبيين وأصحاب المدارس و​الجامعات​ بالإضافة الى الأساتذة يتخوفوّن من التحول الرقمي بحجة أنه قد يؤثر على الجودة التعليمية، أما الساسة فليس لديهم رؤية للتقدم ويراعون اصحاب المصالح، ومن هنا بدأ التواطؤ مما أدى الى وقوع الأهالي والأساتذة في حفرة اليأس، خصوصا في ظل غياب أيّ مادّة جاهزة للتعليم"، مبديًا أسفه لعدم قيام ​وزارة التربية​ بالتجهيزات اللازمة في فترة الصيف ما اوقعنا في الورطة الني نعاني منها اليوم.

ولفت طرابلسي الى أنه "باستثناء ​المدارس الخاصة​ المقتدرة والمدرسة الرسمية النموذجية في ​ضهور الشوير​ أرى أن التعليم عن بُعد لا يسير بالشكل اللازم، واليوم بامكاننا اعتماد هذا النظام بمعايير علميّة وبوسائط ومنصّات عالميّة، ولكن من واجب السلطات تقديم الدعم ليعود لبنان الى زمن الريادة، لأن ما يحصل هو بمثابة جريمة بحق التربية والاجيال خصوصا أن ​العالم​ يتجه الى العصر الرقمي".

وجزم طرابلسي أن "دعم التعليم عن بُعد يبقىى أقلّ كلفة من تداعيات حالة الانهيار التي نعيشها، والتي ستؤدي اذا لم نتدارك الأمر الى وصول لبنان الى مصاف الدول الفاشلة في التربية والتعليم، والحلول موجودة رغم المشاكل التي نعانيها على مستوى ​الكهرباء​ والانترنت وشبكات ​الاتصالات​، ولكن الأمر بحاجة الى قرار على المستوى السياسي".

ولفت طرابلسي الى أن "بقاء الامور على حالها يضعنا امام سيناريو شبيه بما شهده لبنان بين عامي 1975 و 1976 و77 حيث تم دمج عامين دراسيين في عام واحد وهذا يعني أنّ الجيل الحالي سيعاني، والفارق الوحيد بين التجربتين هو أننا اليوم أمام ثورة رقميّة وبامكاننا استلحاق الامور اذا وجدت النية لذلك".

وحول ​اضراب​ الأساتذة المتعاقدين، شدّد طرابلسي على أنه "لا يجوز التعاطي مع الاستاذ المتعاقد دون مراعاة للصعوبات التي يواجهها خلال مرحلة التعليم عن بُعد، فساعة التعليم عبر الكاميرا بحاجة الى تحضير ومن الظلم احتساب ساعة الظهور الفعلي فقط، ومن الضروري انصاف ​الاساتذة​ ومضاعفة ​الساعة​ بثلاث ساعات، ومن غير الصحيح أنّهم لا يستحقون هذا الأجر".