رغم ضراوة «الكورونا» ومنع تفشي الجائحة السريعة القوى السياسية من التواصل والمباشر والشخصي، لم تخل الساحة من اتصالات ثنائية وثلاثية ولقاءات مباشرة لقيادات كبيرة في تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار.

وتكشف اوساط قيادية في هذا التحالف لـ«الديار» ان «زبدة» هذه المشاورة الخروج بخلاصة، أن الاتصالات الحكومية جامدة وشبه متوقفة، والتعويل اليوم على الاتصالات التي يقودها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وسط تراجع فرنسي مباشر عن الضغط لتنفيذ المبادرة الفرنسية، بعد شعور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بصعوبة المأزق اللبناني وانتظار وضوح الصورة الضبابية للاستحقاق الاميركي الرئاسي.

وتقول الاوساط ان الاتصالات مقطوعة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري منذ 23 كانون الاول الماضي، تاريخ تقديم الحريري لتشكيلته الرسمية الاولى، والتي اعتبرها عون تجاوزاً له ولدوره، وأن له رأياً في اي تشكيلة حكومية او مرسوم سيوقع عليه.

وفي إنتظار نجاح مساعي الراعي في جمع عون والحريري كضرورة لاستئناف التواصل، برز الكلام المرتفع السقف من رئيس «التيارالوطني الحر» النائب جبران باسيل في إطلالته المتلفزة، تجاه الحريري وتحميله مسؤولية التعطيل الحكومي، مع تأكيد باسيل انه خارج التأليف، وان الاتفاق مطلوب بين عون والحريري، على حد قول الاوساط، وهو لا يتدخل في التأليف، وغير معني به عسى ان تتسهل مهمة الحريري، او ان يقتنع انه لا يمكنه تشكيل الحكومة وحيداً وبغير رضى الرئيس عون.

وتقول الاوساط، ان لا بديل عن الحوار والتفاهم لتشكيل الحكومة ومن ضمن صيغة وسطية لا تكسر عون ولا الحريري عبر التفاهم على الاسماء المراد توزيرها، ومن دون ان يكونوا حزبيين او استفزازيين لأي من الطرفين، وتقول ان الحريري لن يعتذر عن مهمته وسيواصل مساعيه، في حين لا يمكن عزله او إقالته اذا لم يعتذر هو من تلقاء نفسه. وبالتالي سيبقى مكلفاً الى ماء شاء الله و«التكليف في جيبه».

وفي تعليقها الاولي على ما جاء في إطلالة باسيل، تؤكد الاوساط ارتياح قوى 8 آذار لتأكيد باسيل على تحالفه مع المقاومة وحزب الله، وعدم تطرقه الى الرد على مواقف قائد القوات الجوية في الحرس الثوري علي حاجي زادة بعد تغريدة عون وبيان «التيار الوطني الحر»، وكيلا يفهم مرة جديدة انه تقديم «اعتمادات» جديدة للاميركيين والادارة الجديدة.

وتكشف الاوساط ان احد القياديين البارزين في 8 آذار اتصل بقيادي في «التيار الوطني الحر» فور انتهاء باسيل من خطابه امس الاول، وابدى ارتياحه لمواقفه والتي اكدت تمسكه بتحالفاته الحالية وبالعلاقة المميزة مع حزب الله. رغم تأكيده ان اللجنة المشتركة تدرس التعديلات على وثيقة التفاهم، وما يمكن تحسينه فيها لمواكبة المتغيرات الداخلية فيها بعد 14 عاماً على توقيعها.

في المقابل، تتوقف الاوساط ملياً وباهتمام امام رفض باسيل للتقسيم وللدعوة التي اطلقها منذ يومين احد نوابه المتطرفين و«المشاغبين»، والذي اعلن ان «التيار الوطني الحر» مع الفيديرالية وهذا امر مرفوض من قوى 8 آذار وحزب الله.

كما احيا باسيل الدعوة الى حوار للاتفاق على نظام سياسي جديد، او بالحد الادنى إجراء التعديلات اللازمة على الدستور، كيلا تتكرر المآزق نفسها عند كل استحقاق، كالطائفية السياسية والمهل المفتوحة لتشكيل الحكومة الى اقرار قانون انتخاب وطني لا طائفي وهو أمر كان دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند زيارته الاولى للبنان في 6 آب الماضي وبعد يومين من انفجار مرفأ بيروت الهائل.

والدعوة الى نظام سياسي جديد كان الفرنسيون طرحوه بعيد مؤتمر سان كلو في العام 2007 مع الايرانيين وهو الموقف نفسه الذي اعاد التأكيد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكثر من مرة.