أشارت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانيّة، في مقال بعنوان "المؤمنون بنظريّة المؤامرة يدمّرون المجتمع العقلاني... قاوموهم"، إلى أنّ "ردّ فعل رائد الفضاء باز ألدرين على مُنظِّر المؤامرة الّذي أخبره أنّ الهبوط على القمر لم يحدث أبدًا، مفهوم تمامًا، إن لم يكن مبرّرًا. فقد لكمه ألدرين في وجهه".

ولفتت إلى أنّ "أمورًا قليلة فقط في الحياة تُعدّ أكثر إرهاقًا من التعامل مع المهووسين، الّذين يرفضون قبول الأدلّة الّتي تدحض معتقداتهم التآمريّة"، موضحةً أنّه "كما رأينا خلال جائحة "​كوفيد 19​" وفي هجوم "الغوغاء" على ​الكونغرس الأميركي​ الأسبوع الماضي، يمكن لنظريّات المؤامرة أن تصيب العالم الحقيقي بتأثير مميت. سوف تُقوّض استجابتنا للوباء إذا أقنعت حركة مناهضة التطعيم عددًا كافيًا من الناس بعدم قبول اللقاح. وكذلك لن تستمر الديمقراطيّات إذا رفض الكثير من الناخبين قبول نتائج الانتخابات المعتمدة". وأكّدت "أنّنا بحاجة إلى دحض نظريّات المؤامرة غير المثبتة. ولكن كيف؟".

ورأت الصحيفة، بحسب المقال، أنّ "أوّل ما يجب الاعتراف به هو أنّ الشكّ فضيلة، وأنّ التدقيق النقدي ضروري. وإذا كانت الحكومات والشركات تتآمر لتنفيذ أمور سيّئة، يجب محاسبة الأقوياء بشكل فعّال"، مبيّنةً أنّ "خير مثال على ذلك، الحرب الّتي قادتها ​الولايات المتحدة الأميركية​ ضدّ ​العراق​ عام 2003، لتدمير ​أسلحة​ دمار شامل لم يكن لها وجود".

وشدّدت على أنّه "للتصدّي لنظريّات المؤامرة، يتعيّن التأكيد على أهميّة الخبراء، مع القبول في بعض الأحيان بتعدّد آراء هؤلاء الخبراء. يتعيّن على المجتمعات أن تبني قراراتها على آراء الخبراء في العديد من المجالات، مثل الطبّ وتغيّر المناخ، وإلّا فلا جدوى من المناقشات".