مع استمرار المناوشات بين "​التيار الوطني الحر​" وتيار "المستقبل"، كشفت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" عن مشاورات جرت في ​الساعات​ الماضية على خطوط سياسيّة متعدّدة؛ نيابيّة وحزبيّة وحركيّة، ربطاً بتفاقم الخلاف بين ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، ووضعت ​بعبدا​ و​بيت الوسط​ في اجوائها، حيث انتهت الى قراءة سوداوية للمشهد الداخلي تستبطن مخاوف كبيرة من مراوحة ملف التأليف في سلبية التأخير والتعطيل التي تفاقمها مشاعر شخصية من هنا وهناك، في موازاة وضع اقتصادي ومالي واجتماعي وصحي صار منهاراً بالكامل، وتأخير ​تأليف الحكومة​ يساهم في هذا الانهيار أكثر.

واذا كانت هذه المصادر لا تجد للرئيس عون والحريري ما يبرّر وصولهما نقطة اللاعودة بخطابٍ تجاوَز السياسي الى الشخصي، الا انها في المقابل تدين ما تسمّيها "تلك الجوقة" التي تبث السموم في العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وتصب الزيت على نار التباينات بينهما، أكانت شكلية أو جوهرية.

وبحسب معلومات المصادر نفسها، فإن الاتجاه الغالب لدى القوى السياسية المعنية بالملف الحكومي يميل نحو تعجيل تأليف الحكومة، ورفض ادخال البلد في أي ازمة جديدة تدخله في فراغ وازمة حكومية طويلة الامد، او محاولة دفع رئيس الحكومة المكلف الى الاعتذار، أو سعي رئيس لفرض ارادته على رئيس، او اي محاولة لفرض اعراف جديدة في تأليف الحكومة، معتبرة ان "تلك المحاولات لا طائل منها، ولعل اوجب موجبات التعجيل بالحكومة في موازاة ذلك، هو وضع حدّ لتلك الجوقة واخراجها من حلبة التأليف، وعودة ​الرئيس عون​ والحريري الى التقيّد باحكام ​الدستور​ وما ينص عليه في هذا المجال".

وعما اذا كانت المصادر متفائلة بسلوك الرئيسين عون والحريري مجددا طريق العودة الى التأليف، أكدت المصادر انه "حتى الآن الطريق بين ​القصر الجمهوري​ وبيت الوسط غير سالكة وغير آمنة، ومَكمَن العطل الاساس انّ هناك رغبة لدى البعض في استمرارها مقطوعة ودفع الامور الى أزمة كبرى يدفع ثمنها البلد"، معتبرة أنه "وفي أي حال ليس مقبولاً ان تبقى ال​سياسة​ والملف الحكومي على حاله اليوم كمسرحية سخيفة لا نهاية لها، كما ليس مقبولاً أن يبقى المسؤول في غربة عمّا يجري في البلد وما آل اليه حاله وكأنّه يعيش في كوكب آخر".