ليس هناك أدنى شك في أنّنا جميعنا نواجه نوعًا جديدًا من التّوتّر والقلق جرّاء الانتشار الهستيري للوباء ودخول الدّفعة الثّانية منه في أواخر أيّام العام الماضي في كانون الاول/ديسمبر ٢٠٢٠. وتعدّ المخاطر الاقتصاديّة والصّحيّة الّتي تمرّ بها البلاد تاريخيّة بالفعل، ولا يوجد شيء منتهٍ أو "سوف ينتهي" بشأن الجدل الدّائر حول اللُّقاح أو إعادة الازدهار اقتصاديًّا وفق ما صرّح به حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ مؤخّرًا حول تثبيت سعر صرف اللّيرة اللّبنانيّة الّذي لا يُبشّر بالخير، وعدد لا يحصى من القضايا الأخرى، ومع ذلك، لا نستطيع أن نقارن بين القلق الّذي يواجهه النّاس العاديّون والقلق الّذي يواجهه مرضى ​السرطان​!

منذ أشهر مضت، والخبراء يُحذّرون من أن الانخفاض في فحوص الكشف عن السرطان والتأخير في العلاج سيؤدي إلى عشرات الآلاف من ​وفيات​ السرطان الإضافية، وفقًا لدراسة أجريت في ​المملكة المتحدة​ في تموز/يوليو ٢٠٢٠. لقد فقدنا شيئًا ثمينًا في أيّامنا، ألا وهو الرّعاية التي تتم وجهًا لوجه والتي غالبًا ما تكون مطلوبة لتحديد أعراض السرطان وعلاجها بنجاح. ولكن هناك المزيد مما يدعو للقلق، حيث تُظهر البيانات ​الجديدة​ أن أعراض كوفيد-19 قد تكون أكثر ضررًا وخطورة لدى مرضى السرطان مما كان يعتقد سابقًا، والخطورة الأكثر كارثيّة تقع على عاتق المرضى الّذين تمّ تعليق علاجاتهم لوقت يُحدّد لاحقًا.

اليوم، وفي أي لحظة، سوف تستعدّ البلاد لاتخاذ قرار جديد كعادتها بإعادة ملايين ​الطلاب​ إلى ​المدارس​ خلال شهر شباط المُقبل. بقدر ما وضعنا من التّركيز على مخاطر الطلاب والمعلمين، من المهم أن نتذكر أن المدارس موجودة داخل المجتمعات، وتشمل تلك المجتمعات مرضى السرطان الذين قد لا يكون لديهم القدرة على حماية أنفسهم. نحن لا نضع الطلاب والمعلمين فقط في مواقف خطيرة للغاية، بل نعرض أنظمة الرعاية الصحية والأكثر ضعفًا للخطر أيضًا. فعلى ​وزارة​ التّربية والتّعليم أن تتّخذ الإجراءات النّهائيّة بدلاً من رمي قرارات عشوائيّة غير مفيدة للطّاقم التّعليمي أجمع. عسى أن ينتهي العامّ الدّراسي بنجاح وعسى الشّفاء لكلّ مريض.