رأت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال افتتاحي تناولت فيه اعتقال المعارض الروسي ​أليكسي نافالني​، بعد عودته إلى بلاده من ​ألمانيا​، إلى أنّ "قرار نافالني، العودة إلى بلاده من ألمانيا موقف غاية في الشجاعة"، مذكّرةً بأنّ "المعارض الروسي والناشط ضدّ الفساد، قال في مؤتمر صحفي إنّه يتوقّع أن يفسح له المجال للذهاب إلى بيته. ولكن بالنظر إلى ما حدث له في الصيف، فإنّه كان على علم بالمخاطر الّتي يواجهها".

ولفتت إلى أنّه "تقرّر حبسه ثلاثين يومًا بتهمة الإخلال بشروط عقوبة موقوفة التنفيذ عقب إدانته بالتزوير، وهي إدانة قضت محكمة ​حقوق الإنسان​ الأوروبية بأنّها ذات دوافع سياسيّة. ويبدو أنّه سيعاقَب ب​السجن​ ثلاثة أعوام ونصف العام"، مشيرةً إلى أنّ "نافالني ترك خيار المنفى في ألمانيا، الّذين يضمن له السلامة، وفضّل مواصلة النضال من أجل الإصلاح الديمقراطي في بلاده".

وأوضحت الصحيفة أنّه "تعرّض إلى الضرب والسجن مرّات عديدة خلال العشر سنوات الماضية من النضال، وكاد أن يفقد عينه في هجوم بمادة كيميائّية؛ ومع ذلك عاد من ​برلين​"، مركّزةً على أنّ "الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​، وهو يضع غريمه الأوّل في السجن، أظهر ازدراءً تامًّا لحقوق مواطنيه المدنيّة. أمّا نافالني فقد عبّر عن استعداده للتضحية بنفسه من أجل القضيّة الّتي يناضل من أجلها".

وبيّنت أنّ "الغرب يجد نفسه مرّة أخرى في مواجهة إصرار بوتين على إخماد صوت المعارضة بكلّ وحشيّة"، ورأت أنّ "بوتين لا يعبأ بالدروس الأخلاقيّة الّتي يقدّمها الغرب، بما أنّ العقوبات الّتي تلت حادثة محاولة تسميم الجاسوس السابق ​سيرغي سكريبال​ في إنجلترا، لم يكن لها تأثير يُذكر".

وأكّدت أنّ "توقيت قضيّة نافالني قبل تنصيب الرئيس المنتخَب ​جو بايدن​، يجعل منها تحدّيًا مبكرًا للرئيس الجديد. ففي الخريف، قاوم الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ دعوات من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي للتنديد بتسميم نافالني"، مفيدةً بأنّ "بايدن قال حينها إنّه سيعمل مع حلفاء ​الولايات المتحدة الأميركية​ من أجل محاسبة الكريملن على ما يقوم به، ولكن هؤلاء الحلفاء، منقسمون في ما بينهم إزاء كيفيّة التعامل مع بوتين".