لفتت مصادر واسعة الإطلاع، عبر صحيفة "الراي" الكويتيّة، أنّ "مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ تعرّضت لتهشيمٍ متعمّد، يصعب أن تبقى معه قادرة على تحقيق أيّ اختراق، في حين أنّ مسعى "​حزب الله​" بدا في جانب منه "مفخّخًا"، بفعل رَبطه من إعلام قريب من الحزب بأنّ رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ يفترض أن يكون "تَحَرَّر" من ضغوط خارجيّة، بعد مغادرة الرئيس الأميركي السابق ​دونالد ترامب​ ​البيت الأبيض​".

وركّزت على أنّ "المأزق الحكومي يراوح بين حدّ داخلي ظاهره مَن يتصل بمَن، وحدّ خارجي يمرّ بواقع ​لبنان​ كحلقةٍ ما فوق استراتيجيّة في "قوس النفوذ الإيراني" وصولًا إلى المتوسط، ولا ينتهي بالعين الحمراء الدوليّة - العربيّة على الإمعان في تظهير انزلاق ​بيروت​ إلى المحور الإيراني، بما يجعل أي مدّ لها بيد الإنقاذ المالي مربوطًا بمعاودة التموضع الاستراتيجي للبلاد والتصدي لـ"مشكلة حزب الله" إلى جانب الإصلاحات".

ورأت المصادر أنّ "موقف وزير الخارجية ​السعودية​ فيصل بن فرحان، حول أنّ "لبنان لن يزدهر من دون إصلاح سياسي ونبذ "حزب الله"، وأنّ لبنان يملك مقوّمات للنجاح لكنّه يحتاج للإصلاح"، شكّل أفضل تعبير عن هذا الواقع"، مشيرةً إلى "ثلاثيّ متشابك يحكم الأزمة الحكوميةّ في هذه المرحلة، أوّل ضلع فيه أنّ الحزب وحتّى لو أراد فعلًا القيام بمبادرة جديّة للإفراج عن الحكومة في "الوقت الضائع"، ريثما يرتّب الرئيس الأميركي ​جو بايدن​ أوراقه في المنطقة، فهو يصطدم بتصلُّب فريق رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ وحساباته الّتي لن يقفز فوقها".

وبيّنت أنّ "الضلع الثاني أنّه إذا كان "حزب الله" لا يريد حكومة في هذا التوقيت ربطًا بحاجة ​طهران​ لتقديم أواق اعتماد للإدارة الأميركية الجديدة، فإنّه يستفيد من شروط الرئيس عون. أمّا الضلع الثالث، فإنّ أيّ تشكيل للحكومة بموازين القوى الداخليّة والأغلبيّة الّتي يملكها الائتلاف الحاكم (فريق عون - حزب الله)، سيعني تَرك البلاد تتدحرج في الطريق إلى جهنم، ما لم يتمّ كسر التوازن السلبي الخارجي الّذي يظلّل الواقع اللبناني".