شدد مصدر مقرّب من رؤساء ​الحكومة​ السابقين على أن "الأولوية يجب أن تُعطى للإسراع بتشكيل حكومة مهمة من مستقلين واختصاصيين من غير الحزبيين". وكشف أنهم توافقوا في اجتماعهم ليل أول من أمس، على أن تتكثف الضغوط باتجاه ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ لإزالة العراقيل التي يضعها والتي ما زالت تؤخر ولادتها، رغم أن البلد يرزح تحت ضغط الانهيار الشامل، ولم يعد يحتمل إقحامه في مغامرات بدلاً من أن يفتح الباب على مصراعيه للانتقال به من مرحلة التأزّم إلى مرحلة تبشّر بالانفراج.

ولفت المصدر في حديث لـ"الشرق الأوسط" إلى أن رئيس الجمهورية يرفض حتى ​الساعة​ التجاوب مع المحاولات الرامية لإنقاذ البلد من الأزمات الصحية والاقتصادية والمالية التي يتخبّط فيها كأنه لم يعد لديه من هموم سوى الالتفات إلى وريثه السياسي رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ لإعادة تعويمه سياسياً. واستغرب إصرار مصادر مقربة من ​بعبدا​ على الترويج من حين لآخر لمعلومات تنفي تدخّله في عملية ​تشكيل الحكومة​، وسأل: "ألا يعلم عون بأن لا شيء يمشي من دون العودة إليه لأخذ موافقته، وهذا ما يحصل مع عدد من زواره الذين يطلب منهم بعد مقابلته بضرورة مراجعة باسيل لأنه هو من يملك ​الضوء​ الأخضر الذي يجيز له حرية التصرُّف؟".

وأكد أن الفريق السياسي المحيط بعون ينطق بلسان باسيل، وسأل: "لم يحرّك هذا الفريق ساكناً عندما نعى تشكيل حكومة مهمة وطالب بحكومة سياسية قادرة على أن تتخذ مواقف من التطبيع الجاري في المنطقة و​ترسيم الحدود​ البحرية بين ​لبنان​ و​إسرائيل​ و​الاستراتيجية الدفاعية​ والتفاوض مع ​صندوق النقد الدولي​ وسلاح ​حزب الله​، مع أن معظم هذه البنود ليست مُدرجة على جدول أعمال حكومة مهمة".

ورداً على سؤال، أوضح المصدر أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ - كما أعلم زملاءه في نادي رؤساء الحكومة - باقٍ على موقفه، وأن لا مجال للتراجع عن رؤيته لتشكيل الحكومة انسجاماً مع تبنّيه للمبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ لإنقاذ لبنان وألا بديل عنها، وبالتالي فمن يعترض عليها ويقاومها فهو يخطط عن سابق تصوّر وتصميم لتمديد ​الأزمة​ التي خلّفت الكوارث والنكبات الناجمة عن الانفجار الذي استهدف ​مرفأ بيروت​.

ونقل المصدر عن الحريري قوله إنه صامد على موقفه ولن يتزحزح عنه ولن يرضخ لحملات التهويل والابتزاز، وإن مشكلة تأخير تشكيل الحكومة ليست معه فحسب، وإنما مع اللبنانيين و​المجتمع الدولي​ الذي أتاح لنا فرصة إعادة لبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي.