أشار العلامة السيد ​علي فضل الله​، إلى أنّ "في هذه المرحلة الصعبة الّتي نعيشها في ​لبنان​ على مختلف المستويات، وفي ظلّ حالة الإقفال الّتي فرضها وباء "​كورونا​"، نتطلّع جميعًا إلى القطاع الصحّي والطبّي الّذي يخوض معركة مصيريّة مع هذا الوباء، والّذي لا يوفّر أيّ جهد في مكافحة الجائحة؛ وإن أدّى الأمر إلى الخطورة القصوى على حياته".

وركّز في رسالةٍ وجّهها إلى الجسم الطبّي والصحّي في لبنان، على "أنّنا نتطلّع إليكم جميعًا من أطبّاء وممرّضين ومسعفين ومساعدين، لنؤكد لكم أنّ الجهود الجبّارة الّتي تبذلونها تمثّل القمّة في التضحية والوفاء، وتكاد تصل إلى أرفع المستويات الّتي ترتقي إلى الشهادة في بعض الأحيان، وما يترتّب على ذلك كلّه من الأجر والمقام الرفيع في الدنيا والآخرة".

ورأى فضل الله أنّ "صحّة البلد واستمراره وكلّ ما يتّصل بأمن الناس الصحّي والاجتماعي بات في هذه الأيّام في عهدتكم، فكما أنّ الصحّة هي نعمة من نعم الله، فقد جعلها الله في عهدة من يرعاها ويسهر عليها ويتعهّدها بالمسؤوليّة التامّة، وقد أثبتم أيّها العاملون في القطاع الصحّي أنّكم أهل لهذه المسؤوليّة، على الرغم من أنّ الإمكانيّات المتاحة قليلة جدًّا ومحدودة ولا تفي بالغرض المطلوب منها".

وشدّد على "أنّنا نعتزّ بكلّ ما قمتم وتقومون به، وبحالة الصمود والإصرار الّتي تعيشونها في مواجهة هذه الكارثة الّتي تكاد تودي بالبلد، وكنّا ولا نزال نحثّ المسؤولين في الدولة على إيلاء هذه المسألة الأهميّة الكبرى في الحفاظ على الجسم الصحّي والطبّي في لبنان، الّذي يمثّل علامة مميّزة فيه وفي هذا الشرق، وأن ينال العاملون فيه ما يستحقّون من التكريم على مختلف المستويات، الماديّة والمعنويّة، خصوصًا بعدما أثبت هؤلاء أنّهم أهل للمسؤوليّة الكبرى الّتي حملوها على عواتقهم؛ وبعدما قدّموا شهداء هم من خيرة الأطبّاء والممرّضين في مجال خدمة الناس والسهر على صحّتهم".

كما أكّد أنّ "على الدولة أن تتحمّل مسؤوليّاتها كاملةً حيال هذا القطاع وحيال ​المستشفيات​"، لافتًا إلى أنّ "على أهلنا أن يكونوا في المستوى العالي من الوعي لإعانة الجسم الطبّي والصحّي، وفي الالتزام بالإجراءات الّتي من شأنها أن تخفّف الضغط المرتفع عن كاهلهم وعن كاهل المستشفيات الّتي امتلأت أسرّتها". وأوضح أنّ "كلّ ذلك يمكن معالجته بالوعي وعدم الاستهتار أو الاستخفاف أمام هذه الجائحة، الّتي بات الجميع يعرف خطورتها بعدما سلبت الكثير من الأحبّة، وتركت آخرين في موقع الاستغاثة والخطر".