سأل رئيس "​المجلس الأرثوذكسي​ ال​لبنان​ي" ​روبير الأبيض​ :"هل يعود بنا التاريخ الى الوراء، الى طرفين متنازعين كما في السابق، الجبهة اللبنانية و​الحركة الوطنية​؟ لماذا لا نصل الى توافق على إقامة وفاق أو ميثاق وطني جديد بعيد عن التدخلات الخارجية العربية او الاوروبية وحتى الاميركية او الفارسية، لكي نصل الى اجراء حوار جدي حول الاصلاحات السياسية والادارية للدولة عموما. عندما نبقي باب النزاعات مفتوحا والحقد السياسي الطائفي في القلوب هذا يوصلنا حتما الى حرب اهلية جديدة".

وفي رسالة مفتوحة موجهة الى ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، والوزراء والسياسيين والاحزاب والتيارات اللبنانية بعنوان "لبنان الى اين؟"، تابع الابيض :"استباقا لأي مواجهة عسكرية بين الاطراف اللبنانية، علينا ان نعمل على خلق ميثاق وطني جديد يكون مدخلا إلى إنشاء دولة مدنية حديثة عصرية للعيش المشترك والمواطنة الحقيقية سقفها القانون وقبول الآخر شريك في الوطن وحذف الطائفة عن الهوية، للوصول الى رفعها من القلوب وفصل ​الدين​ عن ​الدولة​، مع تحديد العلاقة مع الدول الاقليمية والخارجية عبر الدولة والمؤسسات فقط، رفع كل مظاهر ​السلاح​ ودعم ​الجيش اللبناني​ الوحيد كمؤسسة عسكرية تحمي الوطن والمواطن وتفرض سيطرتها على كل الحدود دون استثناءات لاحد، ضبط كل النشاطات والاعمال الحزبية ومراقبتها لنصل الى عدم وجود سلاح بيد اي حزب ويكون السلاح فقط لدى ​المؤسسة العسكرية​ الوطنية الجيش اللبناني".

أضاف: "لا شك أن التعقيدات السياسية اللبنانية اوصلت البلد الى الدمار الهائل على الصعيد المالي والمصرفي والاقتصادي والاجتماعي ويستحيل اعادة انقاذ الوطن من هذا الانهيار إذا ما توصلنا الى حل جذري للتعنت السياسي والانانية المفرطة. نعيش اليوم بين الوباء الصحي والوباء السياسي، ولا يمكن للدولة استعادة سيطرتها بوجود هذا الكم من الاحزاب والتيارات التي تتصارع على حرق ما تبقى من المؤسسات والوطن. الشعب لم يعد له ثقة إلا بالمؤسسة العسكرية، والجيش هو الوحيد المنقذ، وبالتعاون وتفهم الشعب وادراكه نستطيع الخروج من هذه الفتنة المذهبية اولا والسياسية الحزبية ثانيا وهيكلية الزعماء الاقطاعيين ثالثا".

ولفت الابيض الى "جغرافيا، يعتبر لبنان بوابة الشرق وكان يعتبر ​سويسرا​ الشرق. أين هو الآن من كل هذه التسميات، خسرنا كثيرا إبان الحرب الاهلية، بعدها عدنا ووقفنا من جديد وبدأنا ننتعش ونعود ولو بالقليل الى ما كنا عليه، كما كنا مثالا للمجتمعات في التعايش المشترك رغم تعدد ​الطوائف​ وهذا نابع من الانتماء للوطن، وهذا ما ذكره ​البابا​ يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان، الى ان بدأت النزاعات الاقليمية وتفكك الدول المجاورة وراح كل فريق في لبنان يتجه نحو بلد من اجل مصلحته ومصلحة طائفته وعادت النزاعات الى هذا البلد الصغير ولم يعد يعرف طعم الراحة. ان ارادة ​الشعب اللبناني​ هي العيش المشترك والمواطنة الحقيقية والانتماء الى الوطن الذي هو لبنان والتشارك مع الشريك بالوطنية و​اللغة​ وقبول الآخر".

واعتبر أن "ما نشهده اليوم من تطبيع مع دولة ​العدو الاسرائيلي​ خلق نزاعات شديدة بين ​الدول العربية​ كما خلق حالا من عدم الاستقرار في المنطقة العربية واصبحت الانظمة كافة مهددة بكيانها وهذا بالطبع ينطبق ايضا على لبنان بسبب الانتماء الى الخارج والبعد عن الوطنية الحقيقية، ما زاد في الانقسام الداخلي والتعنت السياسي وكل يغني على ليلاه"، وسأل: "هل ​العروبة​ تعني اليسارية أو هي خليط من رأسمالية اشتراكية ظاهرها الحد من الحريات في المجتمعات وتفكيكها؟ هذا مرفوض رفضا قاطعا في لبنان لأننا نريد استقلاليتنا والحفاظ على انتمائنا الى وطننا والحفاظ عليه بلدا سيدا حرا مستقلا. ولد لبنان كي يبقى منارة وشمسا ساطعة تنير الكون وملتقى كل الاديان السماوية".

وختم: "لذا علينا العمل على تأسيس دولة جديدة عصرية حضارية، دولة مدنية لا طائفية وفصل الدين عن الدولة واتحاد الشعب مع دولته لبناء وطن تتكلم عنه المجتمعات العربية والغربية".