لفتت مصادر سياسية مواكبة لاصطدام المبادرة الفرنسية ومن خلالها محاولة تشكيل حكومة جديدة بحائط مسدود لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الرهان على أن المنطقة ومن خلالها ​لبنان​ ستدخل مع انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة في مرحلة سياسية جديدة غير تلك المرحلة التي مرّت فيها إبان وجود الرئيس السابق ​دونالد ترامب​ على رأس ​الإدارة الأميركية​، لا يزال يتوقع من الرئيس ​جو بايدن​ القيام بخطوات ملموسة تؤشر إلى رغبته في إعادة تطبيع العلاقات الأميركية - الأوروبية بعد أن عصفت بها الخلافات بسبب إصرار سلفه على التعامل مع دول ​الاتحاد الأوروبي​ وكأنها ملحقة بإدارته".

وأشارت هذه المصادر إلى أن "الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ حاول باتصاله بالرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أن يستكشف مدى استعداده لفتح صفحة جديدة يمكنه التعويل عليها لإعادة الروح إلى مبادرته التي طرحها لإنقاذ لبنان بعد أن حال سلفه ترامب بشروطه التي وضعها دون تطبيقها سواء ب​العقوبات الأميركية​ التي استهدفت رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ وثلاثة وزراء سابقين هم ​علي حسن خليل​، ​غازي زعيتر​ و​يوسف فنيانوس​ أو بوضع فيتو أميركي على مشاركة ​حزب الله​ في ​الحكومة​ العتيدة".

ورأت أن "كلمة السر حول الموقف الأميركي والتي استقاها ماكرون من بايدن تبقى حتى إشعار آخر محصورة بالرئيس الفرنسي ما لم يبادر إلى إعلام القوى السياسية الرئيسة بلبنان، ومن خلال الفريق الذي يعاونه في الملف اللبناني بما توافر لديه من معطيات تتعلق بالموقف الأميركي ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه، وقال بأن التواصل المرتقب بين ​باريس​ و​بيروت​ سيحمل معه الخبر اليقين سواء لجهة استعداد بايدن لإعادة النظر في شروط ترامب لإنجاح المبادرة الفرنسية أو التمسّك بها وتحديداً بموقفه من حزب الله الذي ينسحب على مستقبل العلاقات الأميركية - الإيرانية".

وسألت "ما الجدوى من الرهان على تبدّل موقف ​واشنطن​ من حزب الله، ما دام رئيس الحكومة المكلف ب​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​ باقياً على موقفه بأن تتألف من سياسيين واختصاصيين من غير الحزبيين، وقالت بأن بايدن وإن كان ينصرف حالياً إلى تنظيف الإدارة الأميركية من إرث سلفه ترمب وصولاً إلى الانتهاء من تعيين فريق عمله، فإن التوقيت الذي سيختاره للالتفات إلى بؤر التوتر في المنطقة وأولها مستقبل العلاقات الأميركية - الإيرانية لن يأتي بالضرورة متطابقاً مع التوقيت اللبناني لإخراج لبنان من تأزمه.