دعا رئيس ​الحكومة​ الأسبق ​فؤاد السنيورة​ في تصريح من ​بكركي​ اثر زيارته ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ "للاسراع ب​تشكيل الحكومة​ من اجل استعادة الثقة ب​لبنان​ لان ما حصل من انهيارات كبرى افقد ثقة اللبنانيين ب​رئيس الجمهورية​ وبالدولة".

وتابع السنيورة :"أعتقد أن الاقتراح الذي كان قد تقدّم به الرئيس ايمانويل ماكرون عند زيارته لبنان ولقائه مع الشباب الثوّار، كان مبنيّاً على تطلعات هؤلاء الشباب وخاصة بعد تفجير العاصمة في الرابع من آب، حيث كانوا يطالبون بتفكير جديد وروح جديدة في الحكم، والرئيس ماكرون قد صاغ مبادرته على هذا الأساس، أي حكومة بوجوه جديدة ومن دون حزبيين. والحقيقة أن ما نراه حتى الآن هو استعصاء وانكار من قبل من هم في السلطة ومن قبل فخامة الرئيس وأعتقد أن من يقف وراء هذا التعطيل هو حزب الله الذي يبدو أنه لا يريد تشكيل حكومة في المدى القريب، بل يريد أن تستمرّ الأمور كما هي لتبقى ورقة لبنانية يتفاوض بها حزب الله وايران مع أميركا، وهو أمر غبر مقبول بتاتاً".

وأضاف: "في خلال الحديث الذي جرى مع غبطة البطريرك استشهدت بحديث كنت قد قلته بعد لقائي الأخير برئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو أن أمام الرئيس عون والرئيس الحريري خياران، إما تشكيل حكومة تُرضي السياسيين وتهدم ما تبقّى من لبنان، أو تشكيل حكومة تُرضي اللبنانيين والمجتمع العربي والدولي لتكون أول خطوة في مسار الاصلاح الطويل والاّ سنصل الى الارتطام الكبير والانهيار التام، فبدون حكومة لا يمكن اخراج لبنان من حالة الانهيار المستمرة، وأنا أعتقد أن الخطوة التي قام بها أصحاب الغبطة والسيادة والسماحة البارحة والتي خرجت ببيان، يُعبّر عمّا يجول في أذهان اللبنانيين من ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة ".

وختم السنيورة: "كما جرى البحث في الاشتباكات التي حصلت أمس في طرابلس، والحقيقة أن ما جرى هو حالة غضب حقيقي جرّاء انهيار الثقة وكل الانهيارات الاقتصادية والمعيشية والمصرفية والطبيّة، فاللبناني خسر ما يٌقارب ثمانين في المئة من قيمة دخله وأصبح يتعذّر على اللبنانيين القادرين أن يصلوا الى أموالهم، وبالتالي ازداد عدد الفقراء في لبنان، وإن ما حدث أمس من أعمال عنف وتكسير هو دليل على أن هناك من يندسّ دائماً بين صفوف المتظاهرين ويؤدي الى استعمال العنف، وهو أمر لا يخدم مصلحة اللبنانيين ولا يؤمن رغيف خبز إضافي. وكان تشديد من قِبلنا مع صاحب الغبطة على أنه لا نفع من تضييع الوقت ويجب الاسراع في تشكيل حكومة بالمعايير التي ذكرتها سابقاً، فلا يمكن للبنانيين أن ينتظروا الدعم والمساعدات من الخارج قبل شروعهم في مساعدة أنفسهم ".