أوضح عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب ​جورج عقيص​، أنّ "فكرة جبهة المعارضة تنطلق من شعور "حزب القوات ال​لبنان​ية" بعدم جدوى المعارضات المتفرّقة، بمعنى آخر أنّ هناك حاليًّا معارضة متفرّقة من أحزاب وعلى عناوين مختلفة، إنّما لا بدّ من أن تجتمع على عنوان مشترك تسعى لتحقيقه، والعنوان الأكثر ملاءمةً الّذي يلبّي مطالب ثورة 17 تشرين الأوّل 2019، ويتجاوب مع رأي ​المجتمع الدولي​ الّذي أبدى عدم ثقته بالسلطة السياسيّة الحاليّة في لبنان، هو ​الانتخابات النيابية​ المبكرة وفق القانون الحالي".

ولفت في حديث صحافي، إلى أنّ "هذا القانون، على الرغم من الملاحظات الّتي سُجّلت حوله، إلّا أنّه يشكّل منطلقًا لقوى التغيير كي تتمثّل ويعطي بالتالي حقّها في التمثّل في ​مجلس النواب​"، مركّزًا على أنّ "حزب القوات لا يسعى إلى إحياء أحلاف قديمة ولا لتزعّم المعارضة، إنّما لوضع خارطة طريق أساسها الانتخابات المبكرة، لإعادة إنتاج سلطة سياسيّة وفق تطلّعات الناس، على أن تتشكّل حكومة إنقاذيّة فعليّة". ورأى أنّ "كلّ ما عدا ذلك قد يكون مضيعةً للوقت".

وذكّر عقيص بأنّ "مطالَبة البعض بنزع سلاح "​حزب الله​"، حمَلها "حزب القوات" منذ العام 2005، ولكن ما نقوله اليوم هو أنّ المدخل للبحث بهذا الموضوع هو تغيير شكل الأكثريّة النيابيّة الّتي يستند إليها الحزب، تمهيدًا للبحث ب​الاستراتيجية الدفاعية​ الّتي لم تتحقّق حتّى تاريخه"، مشيرًا إلى أنّ "أفضليّة الاتجاه نحو حلّ يتعلّق بتشكيل الأكثريّة النيابيّة، تؤدّي إلى مفاعيل إيجابيّة أبرزها قيام حكومة تتصدّى للوضع الاقتصادي".

وشدّد على أنّ "هناك أفرقاء لا يريدون منح رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ أيّ رصيد لمحاولته جمع المعارضة، لغايات انتخابيّة وشعبيّة ضيّقة"، متوجّهًا إليهم بالقول: "أنتم تهدرون على الشعب فرصة تكوين معارضة حقيقيّة". وبيّن "أنّني عندما أسمع أنّ "​حزب الكتائب اللبنانية​" يسعى الآن إلى تكوين جبهة وطنيّة، أكتفي بالابتسام، لأنّنا لم نكن نسمع بذلك إلّا عندما قالت "القوات" إنّها بصدد تشكيل الجبهة".

وأكّد "أنّنا نتحمّل مسؤوليّتنا أمام شعبنا، ولن نتوانى عن القيام بكلّ ما أوتي لنا من قوّة لتشكيل هذه الجبهة، ولكن إن لم تتشكّل فمسارنا وخطابنا واضحان وسنستمرّ بهما"، مذكّرًا بـ"تقديم "كتلة القوات" اقتراح قانون تقصير ولاية المجلس والمطالبة باستقالات جماعيّة من مجلس النواب". وأوضح أنّ "بالنسبة إلى الموضوع الأوّل، فهو يحتاج إلى إقرار من المجلس وفي الأصل الأمر غير متوفّر، وهناك أكثريّة لا تريد الذهاب إلى الانتخابات المبكرة. أمّا الاستقالات الجماعيّة الوازنة فهي بدورها غير متوفّرة". وتساءل: "ماذا تبقّى إذا؟ هناك طريق لا بدّ من سلوكه، ويتمثّل بتشكيل جبهة سياسيّة، على أنّنا سنضغط مع الثوّار بالطرق السلميّة والديمقراطيّة".

كما أعرب عقيص عن أسفه أنّ "القوات لم تجد التجاوب المطلوب مع فكرتها، والاتصالات التي أجرتها غداة ​انفجار مرفأ بيروت​ لم تتكلّل بالنجاح"، مؤكّدًا "أنّنا لن نستسلم والاتصالات غير متوقّفة، وعندما يتمّ الانتهاء منها سيُصار إلى تقييمها والحديث عنها". ونفى "تحرّك "القوات" بإرادة خارجيّة، والدليل على ذلك عدم تسمية السفير ​مصطفى أديب​ في ​الاستشارات النيابية​"، لافتًا إلى أنّ "قرار الحزب في المبادرة والعمل على تأليف الجبهة ذاتي، مع العلم أنّ المجتمع الدولي لم يترك مناسبةً إلّا وأشار فيها إلى فساد الطبقة الحاكمة".

وأفاد بأنّ "حزب القوات يتشارك مع "​تيار المستقبل​" و"​الحزب التقدمي الإشتراكي​" في التقييم السيء للعهد"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن تغطية أي ممارسة سلبيّة، لكن المدخل الأساسي للحلّ هو الانتخابات النيابية المبكرة، لتكوين أكثريّة جديدة تمهّد بعد ذلك لانتخابات رئيس جمهوريّة بعيد عن التموضع السياسي للرئيس الحالي". وكرّر أنّ "مساعي "القوات" لن تهدأ لتحقيق الهدف"، متمنّيًا أن "يتمّ ذلك قريبًا".