تفقد المستشار الاول لرئيس حكومة ​خضر طالب​ ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال ​حسان دياب​ والامين العام للهيئة العليا للاغاثة ​اللواء محمد خير​، مبنى المحكمة الشرعية السنية في سراي ​طرابلس​، حيث كان باستقباله رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا محمد عساف وقائمقام مفتي طرابلس والشمال محمد امام والنائب العام للمحاكم الشرعية زياد شعراني وعدد من قضاة الشرع والعلماء، وجالوا بأرجاء المحكمة واطلعوا على الاضرار.

ورحب القاضي عساف في ​مؤتمر​ صحافي مشترك مع طالب واللواء خير، شاكرا لدياب اهتمامه بطرابلس، معلنا عن "تقديره للدور الذي يقوم به المفتي محمد إمام في جمع الشمل والحفاظ على وحدة ومصالح ابناء المدينة، وثمة تأكيد على دعم المدينة وفق خطة الطوارىء الخاصة التي وضعتها الحكومة". وقال:"بتوجيه من سماحة مفتي الجمهورية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ اتينا لزيارة المحكمة الشرعية في طرابلس واننا نستنكر كل ما حصل للمحكمة الشرعية في طرابلس من احراق ومحاولة تلف المستندات والحمد لله سبحانه وتعالى الذي حمى المستندات الشرعية التي تعنى باراضي المسلمين في طرابلس لانها تتعلق في ​الزواج​ و​الطلاق​ ودعاوى الحضانة والمشاهدة ، وملفات الايتام و"التركات" وغيرها"، وأمل "ان تكون هذه الحادثة خاتمة الاحزان، ونطلب من ​الدولة اللبنانية​ محاسبة كل الفاعلين الذي تواطأوا على هذا الفعل الاجرامي المستنكر الذي ان دل على شيء فانه يدل على حقد دفين تجاه المحاكم الشرعية واننا نهيب بالدولة اللبنانية وخاصة معالي وزير الداخلية وقائد ​الجيش​ ان يحاسبوا الذين فعلوا هذا الاجرام المستنكر".

بدوره، المفتي إمام اعتبر أنه "على اثر الحادث الاليم الذي اصاب محكمتنا الشرعية ونحن نشكر الله تعالى ان الاضرار كانت مادية بحتة ولم تمس جوهر الوثائق والمستندات، ونشكر رئيس الحكومة من جديد حسان دياب الذي انتدب سعادة المستشار خضر طالب لتفقد ما حصل ولمد العون اللازم لترميم المحكمة الشرعية والبلدية، كما نشكر اللواء خير وسماحة مفتي الجمهورية اللذين كانا على تواصل دائم معنا خلال الاحداث الاخيرة، واليوم تكرم اللقاء بوجود وحضور صاحب السماحة رئيس المحاكم الشرعية للاطلاع وتنظيم ولملمة الاثار من الناحية القضائية وما يهم الناس في اعمالهم واحوالهم الشخصية".

أما اللواء خير فأكد أنه "نحن هنا بتكليف من دياب لنقوم بجولة تفقدية على الاضرار التي ألحقت كافة في المؤسسات والادارات الرسمية بدءا من ​بلدية طرابلس​ الى ​السرايا الحكومية​ وختاما في مبنى المحكمة الشرعية السنية، وسننقل حقيقة ما شاهدناه من اضرار مادية ومعنوية الى دياب، اضافة الى المطالب التي يطالب بها المواطنون في الشارع، وسنسعى لمعالجتها بأسرع وقت ممكن، لتعود الامور الى ما كانت عليه وبصورة أفضل، والجميع يعلم حجم المساعدات والتبرعات التي قدمت للمدينة، والحكومة لا تقف في وجه أحد يريد الاصلاح ونحن نتجاوب مع جميع من يقرر ان يتبرع باصلاح ما تهدم من جراء الحريق، بدءا من المنظمات الدولة او مؤسسات داخلية الى دولة الرئيس ​سعد الحريري​ الذي تكلف بترميم مبنى المحكمة الشرعية، وسنعمل على توزيع الحصص الغذائية سريعا ونأمل ان يتم الامر في أسرع وقت ممكن، اضافة الى اننا نسعى الى رفع اعداد العائلات التي شملها خطة ال 400 الف ليرة والجميع سيحصل على ما يحتاجه قريبا".

ونقل طالب تحيات رئيس الحكومة الى المجتمعين، مدينا "التعرض للقضاء الشرعي،‏ وان التحركات السلمية والتعبير عن الراي والاعتراض والوجع هو امر مقبول ولكن التعدي على الاملاك الخاصة والعامة والمراكز الحكومة أمر مرفوض بتاتا، وثمة قرار بمنع تكرار ما حصل من حرق للمؤسسات الرسمية والخاصة"، مشددا على "إدانة التعرض للقضاء الشرعي ورفض ما حصل من عملية احراق لمبنى المحكمة الشرعية ومبنى بلدية طرابلس الاثري". وأعلن "ان الحكومة ستقوم بترميم الاضرار ومساعدة الفقراء في المدينة، فيكفي استخدام طرابلس صندوقة بريد، فهي لم تعد تحتمل هذا الاستثمار السياسي، وان الاعمال الاخيرة هي اعتداء مباشر على الدولة قبل ان تكون اعتداء على طرابلس".

ثم انتقل طالب وخير الى مكتب قائد درك الشمال العقيد يوسف درويس حيث عقد اجتماع في حضور قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، مساعد اول لقائد درك الشمال العقيد ربيع شحادة، مساعد ثان لقائد درك الشمال العقيد نديم عبد المسيح، ورئيس ​مفرزة استقصاء الشمال​ الرائد بطرس سيد. وتم البحث في الاحداث التي جرت في المدينة. وانتقل الوفد الى ثكنة القبة حيث التقى قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن غازي عامر في حضور عدد من الضباط الكبار.