رأى الوزير السابق ​رشيد درباس​، أنّه "كان بالإمكان تدارك ما حدث في ​طرابلس​ مؤخّرًا، أمنيًّا بالدرجة الأولى، إذا كان قد وصل إلى علمي ما سيحصل، كما روى لي ​توفيق سلطان​ تفاصيل ما سيحدث، وتواصلت مع وزير الداخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال ​محمد فهمي​، وحاولت إحاطة الجهات الأمنية بذلك".

وذكّر في حديث تلفزيوني، بأنّه "عندما كنّا في حكومة ​تمام سلام​، في خضمّ الجولات الإجراميةّ الّتي كانت تحلص في طرابلس، أعطى أوامر للجيش اللبناني لحسم الأمور بقيادة العميد ​شامل روكز​ آنذاك"، مشيرًا إلى أنّ يوم أمس، قال لي روكز خلال اتصال هاتفي، إنّ عقيدتهم الأمنيّة تفترض أنّه لدى وجود تجمّع من 10 أشخاص وأكثر، أنّه لا بدّ أن يكون بينهم اثنين من المخابرات وواحد من الجيش".

وركّز درباس على أنّ "ما حصل في طرابلس لم يكن مفاجئًا. الآن، هناك تحقيق ومعتقلون، وإذا كان هذا التحقيق سيبقى طيّ الكتمان، فسأتّهم جميع المشاركين فيه والدولة بأنّهم متواطئون بما حصل في المدينة". ولفت إلى أنّه "بعد أن أكل اللهيب مبنى ​بلدية طرابلس​ الأثري والتاريخي، قامكت طرابلس برمّتها وانتفضت ضدّ العابثين والحارقين. مَن يُخرّب ويدمّر ويحرق ​سراي طرابلس​ الّذي فيه سجلّات الدولة والبلديّة وغيرهما من مؤسّات الدولة، هو معاد للشعب، ولا يصنَّف منه، بل جرى استغلاله بطريقة مدروسة".

وشدّد على أنّ "هناك مَن أَحرق، ومَن لم يَمنع، ومَن لم يُبادر إلى الإطفاء، ومَن أهمل على مدى طويل؛ وبالتالي باتت الأرضيّة جاهزة للاشتعال"، موضحًا أنّ "معظم مَن رموا الحجارة وقنابل "المولوتوف" بريئون وربّما جاهلون، أو ربّما طابت لهم فكرة أن يواجهوا الدولة. هذه شريحة يجب استيعابها، لكنّها لا تمثّل الشعب الطرابلسي".

وأشار إلى أنّ "في ال​سياسة​، هناك من حاول أن يسقط أوهامه على ما حدث في المدينة، فيقول إنّه صراع بين الشقيقين، أي بين رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ ورجل الأعمال ​بهاء الحريري​"، مؤكّدًا أنّ "طرابلس ليست جائزة لمَن ينتصر من الشقيقَين". ولفت إلى أنّ "ما جرى قد يصبّ عن قصد أو غير قصد، في طاحونة تقول إنّ سعد الحريري رجل ضعيف حتّى في شارعه، وهذا احتمال لكنّني لا أجزم".

كما أعلن أنّ "من وجهة نظري، الحكومة آتية لا ريب فيها، وأعتقد أنّ تمّ استنفاذ المناورات وأساليب تضييع الوقت، والآن نحن بحاجة إلى أموال تأتي من الخارج، وإلى لقاحات تأتي من الخارج أيضًا، وإلى تحسين العلاقات مع الدول الخارجيّة؛ وكلّ ذلك يتطلّب وجود حكومة"، مشدّدًا على أنّ "الحكومة الآن هي الحلّ الوحيد، وهي آخر نفس ليبقى الجسد على قيد الحياة".