شَبّهت مصادر فرنسيّة، عبر صحيفة "​الشرق الأوسط​"، عودة الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ إلى واجهة الحدث السياسي ال​لبنان​ي، بعد مرور نحو أربعين يومًا على زيارته الثالثة المؤجَّلة إلى ​بيروت​، الّتي كانت مقرّرة يومَي 22 و23 كانون الأوّل الماضي، بسبب إصابته بـ"كوفيد 19"؛ بأنّها "ضوء ضعيف في النفق اللبناني المعتم".

ولفتت إلى أنّ "إصرار ماكرون على مبادرته يعود إلى عاملَين رئيسيَّين: الأوّل أنّه وَعد اللبنانيّين في زيارتَيه إلى بيروت، في 6 آب والأوّل من أيلول الماضيَين، بعدم التخلّي عنهم، وهو عازم على أن يفي بوعده؛ والثاني التدهور الخطير الّذي انزلق إليه الوضع اللبناني في كلّ مناحيه الصحيّة والاقتصاديّة والماليّة والأمنيّة والاجتماعيّة، وانعدام حسّ المسؤوليّة لدى الطبقة السياسيّة اللبنانيّة الّتي ندّد مجدّدًا بفسادها".

وأشارت المصادر الفرنسيّة، إلى أنّ "زيارة ماكرون المرتَقبة تبدو حتّى اليوم زيارةً مشروطةً، إذ إنّه ربَطها بـ"التحقّق من أمور أساسيّة"، موضحةً أنّ "ماكرون يراهن بمصداقيّته ومصداقيّة بلاده في لبنان والشرق الأوسط، بل في الداخل الفرنسي، حيث انصبّت عليه الانتقادات، وأخذ عليه أنّه وضع رجله في فخّ، من غير أن يَحسب حساب الرجعة". ورجّحت أن "يكون ماكرون قد حصل على "ضوء أخضر" أو وعود خارجيّة بتسهيل مهمّته، قبل أن يغامر بتأكيد استمرار مبادرته وعزمه على الذهاب إلى بيروت مجدّدًا".

وتساءلت: "هل نحن أمام مبادرة ماكرونيّة رقم 2؟"، مبيّنةً أنّ "السؤال مشروع بسبب قول الرئيس الفرنسي إنّه سيبذل قصارى جهده لتتشكل حكومة جديّة، حتّى إن لم تستجب هذه ​الحكومة​ للمعايير كافّة".