اعتبر امام ​مسجد الصفا​ في العاملية في ​بيروت​ المفتي الشيخ حسن شريفة "ان الواقع المرير الذي يطوق البلاد والذي طال أمده في غياب آفاق الحلول المنشودة، يجعل المواطن قلقا على غده وليس فقط مصيره. وبين مطرقة التعنت وسندّان ​المحاصصة​ قد لا ينتظر المواطن كثيرا". ولفت الى ان "المواطن مطوق بالجوع والقلق من هذا ​الاقتصاد​ المتردي و​الأمن​ المضطرب والآن يذبح بسكين ​الدواء​ بسبب طمع وجشع بعض ​التجار​ وبسبب معالجة ​الدولة​ المعضلات بالطريقة الروتينية المملة وكأننا في حياة ترف ورخاء اقتصادي وسياسي".

وسأل في رسالة الجمعة، الدولة التي لا تستطيع المحافظة على ​رغيف الخبز​، كيف تحفظ وطنا وتصون حقوق مواطنيه؟ ألا يستدعي كل هذا المشهد الضبابي من اهل الحل والعقد التعاطي بمسؤولية بدلا من التجاذبات المضيعة للوقت والهادرة للفرص والمبادرات وآخرها مبادرة رئيس ​مجلس النواب​ التي أعطت جرعة من "الاوكسجين" تمهيدا لاخراج التأليف من الموت السريري؟".

ودعا المفتي شريفة الى "ان يدرك البعض، ان مصلحة الوطن أهم من المصالح الشخصية والطموحات الفردية". وحذر من الخطاب ​الطائف​ي والمذهبي "عبر تطييف ومذهبة كل خلاف سياسي او عند كل حدث امني"، وقال:"أن هذا النوع من مقاربة الخلافات مريب وكانه تحريض واستفزاز واضح حيث ان مساحة ​الدين​ تختلف عن المساحة السياسية الحزبية التي بمعظمها وطنية".

واستذكر المفتي شريفة "انتفاضة 6 شباط"، واعتبر أنها "حركة وطنية إصلاحية تغييرية وضعت ​لبنان​ في موقعه الطبيعي المعادي " ل​إسرائيل​" كخطر على كل اللبنانيين وفتحت الأبواب بقوة على مسار الاصلاح السياسي الذي انتج الطائف الذي ننتظر تنفيذ كل بنوده وما احوجنا الى هذه الذكرى لاسكات اصوات التطبيع المغلفة بلون ​السلام​ الرمادي الذي لا يبشر بأي استقرار في المنطقة، فكيف يمكن تسليم أمن المنطقة للعدو الذي ساهم بتقسيهما وتفتيتها، فهل من العقل ان يحرس الاغنام ذئب؟.