رحّب ​السفير البابوي​ في ​لبنان​ المطران جوزيف سبيتيري، في مداخلة بعنوان: "التزام متجدد على طريق الحوار بين الكاثوليك والاسلام"، خلال طاولة مستديرة شبكيّة بعنوان: "الأخوَة الإنسانيّة: لإعادة صياغة تاريخ العالم"، عقدتها "​جامعة الروح القدس​ - الكسليك"، بمناسبة اليوم الدولي للأخوَة الإنسانيّة واحتفالًا بذكرى مرور عامين على توقيع "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل ​السلام​ العالمي والعيش المشترك"، بـ"هذه المبادرة الّتي قادتها الجامعة بهدف تسليط الضوء على مفهوم الأخوّة، في ظلّ الوضع الراهن الخطير، حيث يواجه جميع سكّان بلاد الأرز تحدّيات شاقّة تسبّب لهم مصاعب لا توصف".

ولفت إلى أنّ "في حين ولّدت الأزمة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة الحاليّة تضامنًا بين المواطنين والعائلات والجمعيّات الدينيّة، ولكن، يبدو جليًّا أنّ الإرادة السياسيّة الصادقة والقويّة لا تزال مفقودة لتنفيذ القرارات الضروريّة، بشكل عاجل، ليس لمساعدة المواطنين للتغلّب على خطر ​الفقر​ فحسب، بل لإنقاذ حقيقة فريدة من نوعها، هي لبنان". وركّز على أنّ "في الواقع، ومع غياب شعور الأخوّة العميق بين القادة السياسيّين والدينيّين، كما بين المواطنين، يظهر خطر محدق بفقدان الهويّة الخاصّة الّتي تميّز لبنان والمتجسّدة في الحريّة والعلاقات المشتركة المتجانسة".

وأشار سبيتيري إلى أنّ "هذا ويذكّرنا اتفاق ​أبو ظبي​ بأنّ الأخوة تعني تبنّي "ثقافة الحوار كطريق، التعاون المشترك كمدوّنة قواعد السلوك، الفهم المتبادل كأسلوب ومعيار"، لأفعالنا كلها. فهل القادة اللبنانيّون مستعدّون لتجديد التزامهم بهذا التحدّي؟"، موضحًا أنّ "الأمثلة السامية عن الأخوة تكثر في لبنان، إضافةً إلى لحظات قاتمة من النزاعات بين الإخوة. وتبقى الأفعال الإيجابيّة ثمرة الحدس الّذي يجب أن يُصقل بصبر، وهذا ما ينطبق بدوره، على اتفاق أبو ظبي الّذي كان ثمرة سنوات طوال من الحوار".