رأى مصدر سياسي بارز ان البيان المشترك لوزيري الخارجية الأميركي والفرنسي ​أنتوني بلينكن​ و​جان إيف لودريان​ جاء ليؤكد أن إدارة الرئيس الأميركي ​جو بايدن​ ليست في وارد تجديد قصفها على المبادرة الفرنسية، على غرار ما أقدم عليه سلفه الرئيس ​دونالد ترمب​ عندما فرضت إدارته ​عقوبات​ على رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​ والوزراء السابقين ​علي حسن خليل​ و​غازي زعيتر​ و​يوسف فنيانوس​، بالتزامن مع تحرك الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ لتسويق مبادرته لإنقاذ ​لبنان​ بتشكيل حكومة مهمة.

ولفت المصدر السياسي لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "البيان الفرنسي - الأميركي جاء ولو متأخراً لقطع الطريق على التساؤلات التي أحاطت بتجاهل إدارة بايدن في اتصال الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ به، إطلاق أي إشارة بخصوص الوضع في لبنان بخلاف ما ورد في البيان الذي صدر عن الرئيس الفرنسي، وهذا ما دفع عدداً من الأطراف اللبنانية إلى طرح علامة استفهام حول إغفال ​البيت الأبيض​ للشق اللبناني في الاتصال الهاتفي المطول الذي جرى بين الرئيسين".

وأكد المصدر نفسه أن بايدن توخى، من خلال البيان المشترك لوزيري الخارجية الأميركي والفرنسي، تمرير رسالة إلى ​باريس​ ومن خلالها إلى اللبنانيين بأن ​واشنطن​ لن تكون عائقاً أمام إنجاح المبادرة الفرنسية، وبالتالي لن تكون طرفاً في زرع ​الألغام​ السياسية التي تؤدي إلى تعطيلها مجدداً.

ورأى أن "قرار بايدن بتفويض ماكرون بالملف اللبناني وصولاً إلى إلزام الجهات المحلية الرئيسية بتشكيل حكومة مهمة تأخذ على عاتقها ​تحقيق​ رزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، كشرط لاستعادة ثقة اللبنانيين أولاً، و​المجتمع الدولي​ ثانياً، على قاعدة الاستجابة لمطالب اللبنانيين بالإصلاح والتغيير، لا يعني أن واشنطن ستنضم مباشرة إلى ​الاتصالات​ التي يتولاها ماكرون.

وأكد المصدر السياسي أن تفهم واشنطن للموقف الفرنسي لجهة ضرورة انتشال لبنان من الانهيار، لضمان بقائه على قيد ​الحياة​ شرط التقيد بلا شروط بالمواصفات التي أوردها ماكرون في مبادرته لإنقاذه، لضمان استجابة المجتمع الدولي لمساعدته وإخراجه من التأزم، وتحضيره للانتقال إلى مرحلة التعافي المالي لا يعني أن الرئيس الفرنسي سيزور لبنان قريباً ما لم يتحقق من أن لا مشكلة تعوق ولادة ​الحكومة​، وأن حضوره للمرة الثالثة إلى ​بيروت​ يأتي ليبارك تشكيلها.

وكشف أن ماكرون لا يحبذ المبادرة إلى توجيه دعوة للأطراف الرئيسية التي كان التقاها في قصر الصنوبر لاستضافتها برعاية فرنسية، وقال إنه يتعاطى مع هذه النصيحة بحذر شديد؛ انطلاقاً من تقديره أن لا جدوى سياسية من مبادرة كهذه خشية عدم وجود ما يضمن اجتماعهم في العاصمة الفرنسية.