علمت "​الشرق الأوسط​" من مصادر سياسية، أن وفد ​التيار الوطني الحر​ إلى ​بكركي​ يدين بالولاء المطلق لرئيس التيار ​جبران باسيل​، ولا يعكس تعدُّد الآراء داخل التيار، وإلا لماذا لم يتصدّره عدد من النواب، أبرزهم ​إبراهيم كنعان​، وألان عون، و​سيمون أبي رميا​؟

ولفتت المصادر إلى أن معظم الجهات السياسية من خارج فريق الممانعة لا تولي أهمية للموقف الذي أعلنه الوزير السابق ​منصور بطيش​ من بكركي، لافتة إلى ان "العهد القوي يتحمّل وحده مسؤولية التفريط بموقع ​رئيس الجمهورية​ الجامع للبنانيين والعامل على التوفيق بين أبرز المكونات السياسية في البلد باعتبار أنه يلعب دور الحكم والحامي للدستور بدلاً من أن يتحوّل إلى طرف سياسي ويتصرف باستمرار وكأنه لا يزال يتزعّم تياره السياسي. وبذلك، انتُزِعت منه المبادرة لأنه لم يعد حيادياً وبات طرفاً بالنزاع".

وأكدت أن "​الرئيس ميشال عون​ هو من تخلى عن دوره ولم يعد في وسعه البقاء على مسافة واحدة من الجميع، وبالتالي فإن معظم الجهات كانت اختبرته عن كثب ولم تعد تجد من مبرر للحوار معه أو الاستجابة لدعواته بعد أن خبرته في الحوارات السابقة"، لافتة إلى ان "مشكلته تكمن في أنه يتعامل مع الوضع اللبناني من زاوية توفير كل الدعم لباسيل وتسخير إدارات ​الدولة​ لخدمة طموحاته السياسية".

وكشفت عن أن لقاء وفد التيار بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس راعي اتسم بالمصارحة، وتوقف أمام الأسباب التي حالت دون تلقّف مبادرته لإعادة التواصل بين عون ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، وبالتالي هدر الفرص الإنقاذية، رغم أن الجميع لا ينفك عن تأييده المبادرة الفرنسية، وقالت إن ​الراعي​ أراد من خلال الدعوة لعقد ​مؤتمر​ دولي أن يرفع سقف الانتقادات والضغوط على الطبقة السياسية من أجل القيام بواجباتها.