أكد ​وزير الخارجية​ التركي، ​مولود تشاووش أوغلو​، أن بلاده "على استعداد لتفعيل التعاون مع منطقة الخليج بأكملها والبناء على الشراكة الاستراتيجية مع ​مجلس التعاون الخليجي​، وذلك بعد أن أصبحت الأزمة الخليجية وراءنا".

ولفت أوغلو إلى "تمتع القيادة ​الكويت​ية برؤية استشرافية تجعلها تبرز كمثال يحتذى به في الحكم الرشيد والسلام والحرص على التضامن في المنطقة"، مؤكداً أن "​تركيا​ تقدر وتثمن دور الكويت كوسيط في حل النزاعات الإقليمية، وموقفها من الحفاظ على السلام والأمن من خلال الحوار والتفاهم المتبادل".

كما شدد على أنهم سيزورون "عمان وقطر بعد مغادرة الكويت، ولزيارة الكويت أولاً أهمية رمزية في سياق الخلاف الخليجي، حيث نقدر مساهمة وساطة الكويت في تجاوز الخلاف بين قطر والرباعية العربية".

وأشار أوغلو إلى أن "جهود الكويت وفرت أجواء إيجابية للغاية نتج عنها حل كامل وشامل للخلاف الخليجي". وتابع: "وبعد أن أصبحت أزمة الخليج وراءنا فنحن على استعداد لتفعيل تعاوننا مع منطقة الخليج بأكملها والبناء على شراكتنا الاستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي، والذي هو بحد ذاته نتاج لقادة الكويت أصحاب الرؤية".

وفي سياق آخر، أكد أوغلو أن بلاده "سجلت تحفظها على ما يسمى باتفاقيات التطبيع، عازياً ذلك إلى ثقتهم بأن هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى تقويض رؤية حل الدولتين والمعايير الدولية الراسخة الواردة في قرارات ​الأمم المتحدة​، لحل هذا الصراع طويل الأمد".

وأفاد بأن "توقيع هذه الاتفاقيات يتعارض مع المبادئ الأساسية لمبادرة السلام العربية لعام 2002، مثل "الأرض مقابل السلام"، موضحاً أن "هذه الاتفاقات دفعت القادة ال​إسرائيل​يين إلى الاعتقاد بأنه لا يتعين عليهم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة".

وشدد على أنه "في هذا الصدد، ليس من قبيل المصادفة أن الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية المتعلقة بالمستوطنات الجديدة وهدم المنازل الفلسطينية، والتي أدت إلى تهجير المزيد من ​الفلسطينيين​، قد ارتفعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة".

كما لفت إلى أن "إسرائيل تعتقد أنها تستطيع مواصلة أعمالها غير القانونية دون تحمل تبعات ذلك"، مؤكداً أن "هذه العقلية لن تساهم في حل الصراع الفلسطيني، بل على العكس ستزيده صعوبة". وشدد على ضرورة "ألا يكون التطبيع على حساب ​القضية الفلسطينية​".